عودة الي حدث هام وقديم: تم عزل الرئيس السوداني السابق عمر البشير بعد ثلاثين سنة من انقلاب الجبهة الاسلامية في يوم الجمعة 30/ يونيو 1989، وقبيل عزله واثناء المظاهرات العارمة التي اندلعت ضد نظامه وكانت من اقوي المظاهرات التي عرفها السودان خلال سنوات حكم البشير، ساله سأله كبار الضَّباط في اجتماع موسع عن الحل؟!، فأجاب: «نحن المالكية، لنا فتوى تبيح قتل ثلث المحتجين، ليعيش البقية بعزة». 2- ليس من قبيل الصدفة ان تذكرت اليوم واقعة اجتماع الرئيس المخلوع بكبار قيادات حزبه من مدنيين وضباط واستشهاده بالفتوي المالكية، فالمخطط الذي سعي له البرهان مع الناظر ترك يؤكد ان الفتوي المالكية ما زالت تراود الجنرالات القدامي في الجناح العسكري بمجلس السيادة وبقايا الفلول امثال ترك للبقاء في السلطة حتي ولو ادي ذلك الي " قتل ثلث المحتجين والناقمين علي سياسة العسكر الحالية، ليعيش البقية بعزة»"!! 3- البرهان لا يهمه بقليل او كثير ان تصاعدت الاحداث الخطيرة في بورتسودان وقيم الناظر ترك (وما ادراكم من هو محمد الامين ترك؟ !!)، وسد الطرقات والمعابر في الطرق الرئيسية في المدينة حتي لا تعبر الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع الضرورية والوقود الي داخل بقية المدن السودانية، بهدف تجويع الشعب، وارغام الجميع (شعب وحكومة واحزاب ومنظمات) علي قبول مطالب ترك بتغيير الحكومة وحل لجنة إزالة التمكين، المعنية بتفكيك وتصفية النظام السابق. 4- البرهان يجلس في مكتبه الفاخرغير عابئ اطلاقآ بالحال المزري الذي وصلت اليها البلاد، غير مكترث بالتقارير الرسمية التي افادت، ان الحكومة السودانية قد اعلنت أنها ستلجأ إلى نقل بعض الحاجيات الأساسية جوا من شرق السودان؛ نظرا لاستمرار إغلاق الموانئ والطرق الرئيسية بالشرق، وسط بوادر لظهور أزمة خبز حادة في العاصمة الخرطوم، وان إن الحكومة ستلجأ إلى نقل الأدوية والأسمدة إلى الخرطوم جوا من شرق السودان بسبب استمرار غلق الموانئ من قبل مجلس نظارات البجا، وزير المالية اكد بكل وضوح، أنه يتعذر نقل الوقود والقمح بسبب ارتفاع تكاليف نقلها، مشيرا إلى أن إغلاق شرق السودان بدأ يوثر بشكل فعلي على الإمدادات القادمة من الميناء الرئيسي في تلك المنطقة. 5- يستمر لليوم ال(19) إغلاق موانئ شرق السودان بأمر من مجلس نَظارات البِجا بهدف الضغط على الحكومة المركزية لتحقيق عدد من المطالب السياسية، من بينها إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا، وحل الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، هذا الاغلاق يعني شيء واحد…(الغذاء مقابل قبول البرهان وترك)…والا فالفتوي قائمة حتي اشعار اخر!! 6- واذا ما عدنا الي الوراء وتحديدآ في سنوات الثمانينات، نجد ان الرئيس المخلوع قد طبق سياسة التجويع ضد سكان جبال النوبة، وحاصر بقواته المسلحة لسنوات طويلة كل المداخل والطرقات المؤدية الي داخل مناطق النوبة لمنع وصول المؤن والسلع الضرورية والادوية للسكان، وكان الهدف من هذا الحصار "التجويع" كسر شوكة المقاومة الضارية التي استهدفت النظام الحاكم، ولم يكتفي البشير بل طبق سياسة الارض المحروقة حتي لا ينعم احد بالغذاء. 7- بكل المقاييس المتعارف عليها دوليآ، فان البرهان ومعه جنرالات المجلس العسكري والناظر ترك يعتبرون اشخاص متهمون بارتكاب جرائم ضد الانسانية بتصرفاتهم المشينة المقصود منها قتل المواطنين.