قالت مصادر سودانية ل"الشرق"، السبت، إن قيادات المجلس الأعلى لنظارات البجا شرقي السودان يتجهون، الأحد، لتصعيد ضد الحكومة الانتقالية بقيادة عبد الله حمدوك، مشيرة إلى أن خطة التصعيد تشمل "إغلاق كافة المؤسسات الاتحادية في ولاية البحر الأحمر، بالإضافة إلى شركات التعدين". وتتواصل الاحتجاجات في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، السبت، وذلك في إطار حملة التصعيد والضغط التي يقودها المجلس الأعلى لنظارات البجا ضد الحكومة الانتقالية. ورصدت "الشرق" احتجاجات في عدة موانئ سودانية من بينها الميناء الجنوبي والشمالي في بورتسودان، في حين تستمر حركة تصدير النفط بصورة طبيعية من مينائي بشائر (1) و (2) وذلك خارج نطاق المدينة. ويضم شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهي من أفقر مناطق البلاد، بالرغم من أنها تتميز بموقع استراتيجي، وتمر عبرها أبرز سلاسل الإمدادات. وزار وفد من قيادات حزب الأمة السوداني، في الساعات الأخيرة، مدينة سنكات في ولاية البحر الأحمر، وعقد لقاءً مع المجلس الأعلى لنظارات البجا بقيادة رئيس المجلس محمد الأمين ترك. وطرح حزب الأمة خلال الزيارة مبادرة لحل الأزمة بين قيادات البجا والحكومة الانتقالية، إذ يسعى الحزب من خلال استغلال علاقاته التاريخية مع قيادات شرق السودان لحل الخلاف القائم. وضم وفد حزب الأمة، وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، التي التقت رئيس المجلس الأعلى محمد الأمين ترك خلال زياراتها لبورتسودان. وأكدت مصادر سودانية ل"الشرق"، أن قيادات البجا تتمسك بإلغاء مسار شرق السودان في اتفاق جوبا للسلام والذي وقع العام الماضي، من أجل الانخراط في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية. ودعت الحكومة السودانية في وقت سابق، لعقد مؤتمر جامع لكافة مكونات شرق السودان لمناقشة الأزمة، لكن تلك الدعوة لم تجد نصيبها من التفاعل حتى الآن. ويأتي ذلك بعد ساعات من دعوة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج، الجمعة، إلى إنهاء حصار الميناء والبنية التحتية للنقل في شرق السودان. وقالت البلدان الثلاثة في بيان مشترك إنها "تدعم بشدة جهود الحكومة السودانية للتوصل إلى تسوية بشأن الاحتجاجات في شرق السودان التي، كما أوضح بيان الحكومة في 3 أكتوبر، تخاطر بالتأثير بشكل خطير على اقتصاد البلاد وعلى رفاهية مواطنيها". وأغلق أفراد من قبائل البجا في شرق السودان الطرق، وأجبروا موانئ البحر الأحمر على الإغلاق في الأسابيع الأخيرة، احتجاجاً على افتقار المنطقة للسلطة السياسية على حد قولهم، وتردي الأوضاع الاقتصادية فيها. وكان مجلس الوزراء السوداني قال في بيان، الأحد الماضي، إن مخزون البلاد من الأدوية الضرورية والوقود والقمح يوشك على النفاد، بعد أن تسببت الاحتجاجات في إغلاق ميناء بورتسودان وهو الميناء الرئيسي في شرق البلاد. من جهته، قال أمين عام المجلس الأعلى لنظارات البجا بشرق السودان الجمعة، إن المجلس ما زال عند موقفه "حتى تحقيق مطالبنا"، معتبراً أن الحكومة المركزية "تماطل" في حل القضية. ويحتج المجلس الأعلى لنظارات البجا على اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع الجبهة الثورية وبعض الحركات المسلحة الأخرى العام الماضي، في وقت يستمر الانقسام بين المكوّنات القبلية بشأن الاتفاق. وجاء الاتفاق ب5 مسارات تفاوضية، من ضمنها "مسار شرق السودان" الذي يحدد كيفية تقاسم السلطة والثروة في ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف. وسبق أن لوّحت قيادات في احتجاجات شرق السودان ب"العصيان المدني"، بعدما تم "تجاهل قضيتهم والتي وصفوها ب"العادلة".
