قالت الباحثة والمتخصصة في ملف الأمن الافريقي وملف الإرهاب بالقارة الافريقية، الدكتورة أميرة عبد الحليم، أن الدول الافريقية متضررة من الإرهاب وأضافت بأن أفريقيا لم تكن موطنا للإرهاب لأن طبيعة المواطن الافريقي التسامح. وأشارت في ورقة قدمتها أمام المتدربين بمركز تدريب الإعلاميين الأفارقة، إلى أن الظاهرة تدخل فيها مصالح دول كبري، ولفتت إلى أن العمل الإرهابي، عمل منظم تقوم به مجموعة لديها رسالة بوجود طرف ثالث، مما أسهم فى تفاقم التحديات والتهديدات التى باتت شعوب الدول الإفريقية والحكومات تواجهها وخاصة فى ظل انتشار هذه الظاهرة التى لم تسلم دول إفريقيا منها ، فتحولت أجزاء واسعة من أراضى القارة الإفريقية إلى ملاذات آمنة تحتضن العناصر الإرهابية وساحات لتدريب وعمليات هذه الجماعات، وأصبحت الجيوش الوطنية مستنزفة فى صراعها مع الجماعات الإرهابية . وأكدت أن تأثيرات التطورات العالمية لظاهرة الإرهاب وخاصة إحداث 11 سبتمبر و استغلال الأزمات التى تعاني منها العديد من الدول على المستويات السياسية والاقتصادية، وكذلك التغيرات المناخية فى اجتذاب السكان وتجنيدهم وتدعيم قوتها. كما أسهمت حالة الفوضى التى أثارتها الجماعات الإرهابية فى إفريقيا فى تسهيل التدخلات الأجنبية تحت ذرائع مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار مما كان له تداعيات خطيرة على الدول والمجتمعات الإفريقية. وتناولت الورقة السعي والبحث فى التحولات التى شهدتها ظاهرة الإرهاب فى إفريقيا خلال السنوات ا الأخيرة، حيث اشتملت هذه التحولات على مجموعة من العوامل ومنها عوامل محلية عبرت فى مجملها عن استمرار أزمات تعانيها الدولة الوطنية فى إفريقيا منذ عقود وأسهمت فى تحول أراضيها لمركز رئيسى لنمو الجماعات الإرهابية. وأشارت إلى أن العوامل الخارجية التى أسهمت فى نمو الجماعات الإرهابية فى القارة جمعت بين العوامل الجغرافية والمكانية وارتباطها بدول الجوار، فالقرب من مراكز الصراعات والاضطرابات فى الشرق الأوسط أدى إلى انتقال العناصر الإرهابية إلى القارة الإفريقية، والأطماع الدولية فى القارة التى ارتبطت بالبحث عن ذرائع للتدخلات الأجنبية. بالإضافة إلى تحول أراضى القارة الإفريقية إلى ساحة للصراع والاقتتال بين الجماعات الارهابية، يضاف إلى ذلك انتشار الجريمة المنظمة، وخاصة فى منطقة الساحل الإفريقى الذى أسهم فى توفير موارد ذاتية لتمويل الجماعات الإرهابية عبر الاتجار غير المشروع. واهتمت الورقة بالتحولات التى شهدتها ظاهرة الإرهاب فى إفريقيا فى خريطة الجماعات الإرهابية فى القارة فى ظل تنوع الجماعات الإرهابية وتوسعها الجغرافى. حيث أصبح هناك مجموعات مختلفة، يضاف إلى ذلك أن مكافحة الإرهاب لا تؤدى إلى القضاء على الجماعات الإرهابية، بل تؤدى إلى إزاحتها من منطقة لأخرى فى الوقت الذى تستغل فيه هذه الجماعات الصراعات الداخلية فى هذه الدولة أو تلك، وخاصة المرتبطة بالتهميش لبعض الجماعات فى تجنيد الأفراد وتبلور جماعات إرهابية جديدة. وناقشت الورقة التداعيات التى نتجت عن نمو ظاهرة الإرهاب فى إفريقيا خلال السنوات العشر الأخيرة وأهمها الخسائر البشرية، بالإضافة إلى منع الحكومات من الوصول إلى الموارد الطبيعية فى الدول وكذلك الإضرار بالإنتاج الزراعى، وتراجع الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادى. سونا