أمس الواحد والعشرون من أكتوبر الأربعاء ، _ للعجب _ يصادف ذات الاربعاء من اكتوبر 1964م في ذات اليوم والتاريخ، ولكن كان ألق الامس أكثر سطوعا وانضج وعيا والاعلي تمثلا لرغبات الشعب المتوحدة ، كانت اكتوبر الاولي حيث اتت جماهير السودان من المدن الي العاصمة لتشارك الثورة ولكن في أكتوبر الأمس كانت كل مدن السودان تشعل ثورتها من بقاعها المشرفة وتعلي من صوتها في ثورة السودانيين الواحدة ، كنت من جيل لم يشاهد او يعاصر أكتوبر الأولي وكانت حسرة في القلب أن لم نكن جيلا محظوظا ولكن ذابت هذه الحسرة منذ البارحة، لأننا الآن اجيال صنعت اكتوبرها الثوري و الذي يفتح عبره حقبة جديدة في التاريخ السوداني .. ما بين زغاريد الكنداكات بأجيالهم المختلفة بالأمس من حبوبات وأحفاد وهتافات الثوار الكهول والأطفال وعنفوان الصبايا والشباب في ثنايا كل ذلك هوت أصنام وتبخرت أوهام وتدحرجت البراميل الفارغة التي كانت تحدث دويا عاليا الي مرمي للقمامة ، محجوزا لأولئك الساقطين ، سكتت الأوهام وهي في طريقها الي التبخر ، وهم اللجنة الامنية بقيادة البرهان ، والدقلو الخلوي وزبانيتهما ، ووهم مناوي/ جبريل السارقين لدارفور وقضية أنسانها وكنا نعجب لدارفور التاريخ وكسوة الكعبة ونقاء قرأنها ان يمثلها أمثال هولاء حتي جاءنا الهتاف المليوني من الفاشر ليؤكد لنا ان بنات وابناء دارفور الاصيلين موجودون بذات وهج التاريخ وعنفوان الحاضر وتحية يا أميرات وادي هور وسلام يا فرسانه ، كذلك اخرست الصدمة متسلقي درب المسارات المختطفة (هجو/ جاكومي) وهرولت بهم مخاوفهم المتأصلة فيهم الي مغارات الهطل واللواج، ثم (أرذول) الكذوب والذي ملاء الدني كذبا وسفها في هستريا مرضية لن يشفي منها قريبا ، ومن بعد كل ذلك أتت خيبة الفلول والكيزان في انسداد اخر الفرص لهم للعودة خلسة الي المشهد من جديد ، خاب سعيهم وفشل عشمهم وهزموا شر هزيمة فالتاريخ قطار لا يرحم العظام النخرة المرمية علي مساره . .. تحية يا بلادي يا سني الفجر .. تحية لكنداكات بلادي في كل بقعة داخل او خارج الوطن .. تحية للثوار و الاحرار في الوطن وجهات العالم الأربعة وبطولات تسجل كل يوم في دفتر الوطن والحضور . .. رسالة أخيرة الي من تسنم ذري هذه الثورة واعتلي المشهد من قوي سياسية ، ها أنتم ترون الشعب بات يسبقكم بسنين ضوئية ووعي يفوق تكتيكاتكم ومحصاصتكم الدنيئة ، فأما عليكم ان تكونوا بقامة المرحلة من الانضباط الثوري والأخلاقي وأما عرض اكتافكم تلحقكم لعنات التاريخ والناس أجمعين . [email protected]