رغم المشغولية و عدم المتابعة لكثير من مجريات الاحداث في الفترة الماضية ! بعد سقوط الملعون البشير تلبّس مجلس البرهان الانقلابي على انه من حماة الثورة و الضامن لتحقيق اهدافها و ان لم نصدق رأينا من الحكمة وقف التصعيد لكن مجزرة فض الاعتصام كذّبت كل ذلك و كشفت ' وشهم ' القبيح و فقدوا كل شيء و كان يمكن ان يسقطوا اذا ما تواصلت الاحتجاجات. لكن الاصرار على حقن الدماء و الوساطات الاقليمية و الدولية و التحقيق ' الدولي ' و ما ادراك ما التحقيق توقفت المظاهرات و تم التوقيع على الوثيقة الدستورية و تشكل مجلس السيادة ثم الوزراء و الجمت الناس غضبها و بدأت منصبة على مجريات العدالة الانتقالية و التحقيق الجاري و رفع العقوبات و مخارج الضغوط المعيشية و تحقيق السلام و غيره . و رغم انشغال الناس و الهدوء النسبي الا ان اللعنات و الهتافات ما زالت تلاحقهم ( مدنيااااو – و يسقط يسقط حكم العسكر – و حرية سلام و عدالة ) في بيوت الافراح و الاتراح و في الشوارع و في كل مكان . مرت الشهور و عدت الايام ببطء و الحقيقة التي ادركهتا لاحقا ان الانقلابيين الانقاذيين لم يفشوا غلّهم في مجزرة فض الاعتصام و بدا ذلك واضحاً في الازمات المفتعلة التي كانت آخرها احداث الشرق ( يا ما نوريكم و يا ما تشوفو نجوم الليل نهار موش ما دايرين كيزان ؟! يا ما اكلتوا رغيف و اتواصلتوا و عشتوا في امان ) لينفثوا ما بقي لهم من غل و ليحققوا اهدافهم التي تحقق منها جزء كبير . نجحوا بجدارة في احداث شرخ واضح في الشارع و بدأ كثير من الناس يلقوا باللوم على حكومة حمدوك رغم المجهود الكبير و التوعية في وسط الشباب التي قام بها نفر كريم من الصحفيين و المثقفين و غيرهم الا انني بدأت اسمع كغيري لا احزاب و لا عسكر . قبل انقضاء فترة رئاستهم على مجلس السيادة حسب ما تنص الوثيقة الدستورية انقلبوا ( الكيزان ) علي انفسهم اولاً و صفّوا القليل الباقي من الضباط للصالح العام او بالفصل التعسفي بدعاوي المحاولة الانقلابية الفاشلة ثم انقلبوا علي القوي المدنية و ارتكبوا مجازرهم الاخيرة بحق الثوار في التظاهرات الاخيرة . ايه الممكن يحصل ؟! اذا ما تواصلت الاحتجاجات في الداخل و الخارج و عقلنا مطالبنا ليكون علي رأسها اعادة هيكلة القوات المسلحة و تم التنسيق مع قائمة الضباط الشرفاء و غيرهم يمكن ان يتحقق ذلك بعد مخاض عسير و لكن التكلفة البشرية سوف تكون اعلي بلا شك و لكن وضعنا ايدينا علي مكمن خلل ترتيب مطالبنا بعد مجزرة القيادة ، بعدها يمكن ان نتحدث عن فترة انتقالية و تحول ديمقراطي و سيناريو آخر . اما اذا ما رضخت منسقيات الثورة لحقن الدماء و سيناريوهات دول الربيع العربي فبلا شك سوف تطول الفترة الانتقالية لانه ببساطة اغلب القوي الحزبية لم تعقد مؤتمراتها و لم تعد نفسها لاي عملية انتخابية رغم جاهزية الانقلابيين لتزوير الانتخابات و وضع العراقيل لاي حكومة ائتلاف قادمة تمهيدا للانقلاب الاخير الذي يقدم للكيزان حكم السودان في طبق من ذهب . لا تحول ديموقراطي و لا مدنية الا باعادة هيكلة القوات المسلحة . [email protected]