بالأمس رد الشعب بصورة واضحة على انقلاب 25 أكتوبر ومن يدعمه من عسكر واحزاب وحركات وتكنوقراط، الشعب الجبار تعلم الدروس من تاريخه ومن تاريخ الثورات من حوله وعلم ان اي تساهل مع اي التفاف على الثورة يعني ضياع الثورة وذهاب أرواح الشهداء هباءا منثورا، لذلك يواصل الشعب نضاله وتضحياته من أجل بناء غد أخضر لابناء المستقبل ومن أجل إعادة السودان بلدا مدنيا محكوما بالحرية والديمقراطية. مليونية الأمس والملايين التي خرجت في كل بقاع السودان ارسلت رسالات متعددة في بريد المجلس العسكري وحمدوك والحركات المسلحة وكيانات اعتصام الموز والحرية والتغيير. الرسالة الأولى في بريد المجلس العسكري مفادها ان الشعب السوداني لن يحكم مجددا بحكم عسكري، وأن على المجلس العسكري ان يفهم هذه الرسالة، وأن هذه الرسالة لا تحمل اي محمول تجاه القوات المسلحة كقطاع مهم وضروري من أجل وحدة وسلامة السودان، ولكنها تأكيد بعدم احقية الجيش منفردا بتقرير مصير البلاد والسياسة، وغير مقبول مطلقا مستقبلا ان يلعب الجيش اي دور سياسي لان ذلك يخل بمنظومة العمل السياسي ويؤدي إلى سوء استخدام القوة ويفجر البلاد، الرسالة تقول مرحبا بالجيش حاميا للوطن ولا لتحويل الجيش لحزب سياسي او منظومة غير قومية تدافع عن أفراد او عن مليشيا او عن منظومة اقتصادية او اجندة خارجية، هذا المفهوم اذا لم يصل بعد للمجلس العسكري فان الشعب لا يتحمل وزر تجاهل المجلس لاستلام هذه الرسالة الواضحة والصريحة. الرسالة الاخرى للمجلس العسكري تقول ان المحاسبة قادمة وأن تأخرت وأن العدالة لن تسقط بالتقادم، وأن الجرائم البشعة التي ارتكبت في عهده لن تمر مرور الكرام ولن يغفرها الشعب ولن ينساها. الرسالة الثانية في بريد الحركات المسلحة تقول ان الشعب قد صدم في هذه الحركات ووصل إلى قناعة انها مجرد حركات تدار بواسطة تجار حروب وطلاب سلطة، وانها حركات ذاتية لا علاقة لها بنضال الشعب والسوداني ولا كفاح مناطقه المختلفة من أجل إرساء حكم القانون ودولة العدالة، لذلك على هذه الحركات ان تعلم انها لم تعد في مخيلة الشعب ولن يدافع عنها يوما وقد ( رمى طوبتها) يوم دعمت الانقلاب وطعنت الشعب من الخلف. الرسالة الثالثة في بريد كيانات اعتصام الموز، لقد خنتم الثورة وبعتم الشهداء وارتميتوا تحت أقدام القتلة ولم يعد بينكم وبين الشارع ثقة، سقطتم في نظر الجماهير وذهبتم للمذبلة تشيعكم اللعنات والسخط. الرسالة الرابعة في بريد حمدوك تقول، ليس هناك من هو اكبر من الشعب، ولم يعد في العالم اليوم من هو مقدس في نظر الجماهير، والمباديء لا تتجزأ، فمن تنكر لمباديء الجماهير فليذهب غير مأسوفا عليه، وكما جاء بك الشعب ورفعك من قبل مكانا عليا، فهو يضعكم الان خلفه ويمضي للامام، وكأنك لم تكن، وليكن هذا الدرس لحمدوك عظة لكل من يظن انه فوق الجماهير وانه رجل المستحيل، فالمستحيل واحد فقط في هذه البلاد هو شعبها الجبار. الرسالة الخامسة في بريد قوى الحرية والتغيير، أخذتم فرصتكم ولم تكونوا كما الوعد بكم، والان الفرصة بيد الشارع، كونوا معه ولا تكونوا عليه فيرمي بكم في مذبلة التاريخ كالبقية. [email protected]