(دارفور تنزف دم..وينو السلام وينو)، كان هذا أحد أقوى الشعارات التي حملها متظاهرو مليونية الخميس وأعلى الهتافات التي رددوها، منددين بالمجزرة التي شهدتها منطقة جبل مون غربي دارفور وغيرها من مناطق متفرقة بدارفور الأبية، حيث شهدت منطقة جبل مون وقوع مجزرة بشرية راح ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء العزل وأضعافهم من الجرحى والمصابين، كما تم حرق عددا كبيرا من القرى أحيلت الى رماد بواسطة مليشيا قبلية مدججة بأعتى أنواع الاسلحة والمتفجرات، هذا غير جرائم أخرى وانتهاكات ضد الانسانية شملت حملة اعتقالات واسعة واغتصابات وتعذيب واختفاء عشرات الأطفال، الأمر الذي تسبب في نزوح قرابة الخمسة الاف شخص فر الكثيرون منهم إلى شرق تشاد،ويأتي هذا الهجوم الغادر القذر الممنهج بحسب بعض التقارير، بهدف السيطرة على منطقة الجبل الغنية بالموارد المعدنية و الأراضي الخصبة فضلا على الأهمية العسكرية لموقعها، ولم يتوقف هذا العنف الممهنج والمخطط له بعناية عند جبل مون، بل انداح وتمدد الى مناطق أخرى شملت محليات طويلة ودار السلام وسورتوني وكبكابية بشمال دارفور، وخلفت كذلك خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وسبل كسب العيش.. لقد ظل هؤلاء الثوار من الشباب والشابات يؤكدون يوما بعد يوم أنهم الأكثر وعيا والأكثر وطنية وأكثر من يحملون هم البلد من أقصاها الى أقصاها ويتفاعلون مع كافة قضاياها، ولهذا كانت وستظل دارفور حاضرة عندهم لا تغيب، بينما غاب للأسف من يدعون تمثيل دارفور من قادة الحركات الذين استعصموا بالخرطوم بعد أن توهطوا في مناصبهم ونالوا محاصصاتهم ومخصصاتهم باسم السلام المفترى عليه، وقد صدق الثوار (وينو السلام وينو ودارفور تنزف دما)، لم يفتح الله على أحد فيهم بالتوجه الى مناطق المجازر ولو على سبيل تقديم العزاء، ولكنهم للخزي ظلوا في خرطومهم عاكفين وكأنهم من (أولاد نمرة اتنين) ولا تعنيهم دارفور في شئ، بل حتى حاكم دارفور بوضع اليد مني مناوي الذي يفترض أن يكون حضورا في قلب الأحداث، لم يحرك ساكنا ولم يفعل شئ غير أن يغرد كالعصفور على تويتر، وقد صدق المخلوع البشير الذي لم يصدق في شئ مثل وصفه لقادة الحركات، فقد سبق للصحفيالقطري خالد الهيل الذي درج على نشر تسريبات تكشف فضائح وفظائع بعض القادة العرب، أن بث تسريبا للرئيس المخلوع البشير يسخر فيه من قادة الحركات المسلحة ويصفهم بالنكرات، فبحسب التسجيل المسرب الذي نشره الصحفي المذكور على صفحته ب(تويتر)، أن المخلوع في مسامرة جمعته مع الرئيس الليبي القتيل معمر القذافي وصف قادة الحركات المسلحة ب(النكرات)، مضيفا ان المثقفاتية هم من صنعوا التمرد للحصول على وظائف لأنفسهم، بعد ما عرفوا دارفور وقبائلها وعاداتها وتقاليدها والمشاكل الموجودة داخل القبائل ومع بعضها البعض، وعرفوا الخفايا بين كل قبيلة وأخرى، ابتدوا يعدوا في بعض الحركات (اللهي نكرات)..يعني مثلا والكلام مازال للمخلوع (ماف زول من دارفور سمع بواحد اسمو مني أركو مناوي، إلا بعد دخل التمرد)، وواصل المخلوع (ما ممكن تكون زعيم تمرد من لا شيء)، المطالب صنعها المثقفاتية لأنهم عايزين يخلقوا التمرد عشان يحصلوا في النهاية على وظائف لأنفسهم..بينما الأهل في دارفور لا يطلبون سوى السلام والأمن والامان والطمأنينة والتحرك والتنقل بحرية وسلام وعدالة تطال المتفلتين من قتلة المليشيات المسلحة ومخربيها ولجم انشطتهم الاجرامية.. الجريدة