تواجه ثورة ديسمبر تحدي رهيب وهي ترى بأم اعينها كيف تتسلق الدولة العميقة حائط الثورة ، الباب الذي فتحه المجلس العسكري للفلول ليغزو الثورة أصبح يكبر كل يوم حتى كاد ان يبتلع الثورة وقواها الحية ، فقد أصبح برطم النائب البرلماني الذي سقط مع نظام البشير عضو مجلس سيادة !!!! فهل هناك مهزلة اكبر من هذا !! . يجب الاعتراف بان محاولات المجلس العسكري لتسريب الفلول فشلت فشلا ذريعا في ظل قيادة أحزاب وكودار قوى الحرية والتغيير لدفة القيادة ، ولو استمر الوضع على ما كان عليه قبل 25 أكتوبر لمئة سنة لما استطاع الفلول ان ينفذوا من الأبواب التي احكمت إغلاقها قحت ، وهذا بالضبط ما جعل العسكر ينقلبون في وضح النهار على قحت ويقذفون بقياداتها في السجون. لذلك يجب ان نكون منصفين ، رغم المحاصصات التي حدثت من قحت الا انها لم تبع الثورة ولم ترهن قرار الثورة للعسكر ، وهذا بالضبط ما جعل العسكر ينقلبون عليها بمبررات أوهى من بيت العنكبوت ، لذلك شيطنة قحت وتصويرها ضد الثورة او سبب للانقلاب هو مخالفة للحقيقة ، وتماهي مع مخططات الفلول ، فلتحذروا. الكثيرون مندهشون من موقف رئيس حزب الامة القومي برمة ناصر ووقوفه مع الاتفاق السياسي ، والذي يعني ضمنيا قبوله بمبررات الانقلاب التي صاغها العسكر وعلى رأسها سيطرة قوى محددة من قحت على السلطة، وهو اندهاش مبرر لأن حزب الأمة القومي كان من دعاة إصلاح قحت ، وكان يمثل حلقة وسطى بين قحت 1 وقحت 2 ، وهي حلقة كان يمكن أن تهدم الهوة بواسطته ، ولكن فجأة تبنى برمة ناصر والأمين العام للحزب موقفا استغرب له الجميع بالانحياز التام لقحت 1 وتوقيع اتفاق سياسي معها في أغسطس الماضي ، وهو موقف لم يكن حصيفا بالمرة وكتبت عنه وقتها ، وحين سؤل برمة ناصر عن سبب تجاوزهم لقحت 2 ، قال ان احزابها وكياناتها صغيرة الحجم ولا تملك جماهير !! . موقف برمة الراهن بالانحياز الأعمى للاتفاق السياسي بين العسكر وحمدوك لا أعتقد أنه مختلف عن ما فعله في المرة الماضية ، موقف متعجل ومصادم لموقف الشارع ويجعل الأمة القومي وهو اكبر الاحزاب السياسية مجرد حزب جودية ووساطات . على الأمة القومي ان يعود للشارع وأن يطرح على الجميع ما ظل يطرحه منذ خلع المخلوع بقيادة الأمام الراحل السيد الصادق المهدي وهو العقد الاجتماعي المبني على قيام مؤتمر موحد لقوى الثورة ومسار وطني متفق عليه بين الثوار لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر . [email protected]