المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية، فهم قناديلٌ تضيء طريق شعبنا نحو الفجر المرتقب ودولتة المنشودة. عاجل الشفاء للجرحى والمصابين، الموسومين بآلة قمع الجلاد فداءً لشعبهم وتضحيةً في سبيله للخلاص. عودا حميدا للمغيبين قسراً عن ذويهم ورفاقهم، عوداً نرجوه عنوة. كامل الترحيب والتحية برفيقاتنا ورفاقنا في درب النضال والبسالة تروس أم درمان وشرق النيل والحاج يوسف، وكل الثوار الذين حضروا اليوم للصبة هنا، فكل أجزائه لنا وطناً، وبحري الصمود أرضهم كلهم وارض كل من ثبت على عهد الثوار . فلنقف دقيقة عرفان وتحية لأرواح جميع شهيدات وشهداء الوطن، فهم ايقونات الفداء ونموذج التضحية . انتظم شعبنا بكل قطاعاته في حركة مقاومة دائمة ومستمرة منذ الساعة الأولى لإنقلاب الثلاثين من يونيو 1989، ورص صفوفه دفاعاً عن الديمقراطية والحريات، وعلت قامات بناته وأبنائه مناهضةً لحكم العسكر وسعياً لإسقاطه، وبناء دولة القانون والمؤسسات والعدالة. ظلت جذوة المقاومة مشتعلة ولم تنطفي ولو لبرهة طوال ثلاثين عاماً كاملة. ثم جاءت ثورة ديسمبر المجيدة تتويجاً لهذه النضالات والبسالات المهيبة، وكان شعبنا فيها أكثر صلابة وعزماً على اقتلاع نظام الإنقاذ من جذوره ورميه في مزبلة التاريخ. الثوار الأماجد : ظللنا نرصد مجريات الأمور بعد اتفاق الخنوع والخيانة الموقع بين المجلس العسكري الانقلابي والدكتور حمدوك، كما تابعنا ردود الأفعال الإقليمية والدولية بين مؤيّد ومبارك لما حدث ومتحفظ. وقد فاجأنا حديث السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أدلى به يوم الأربعاء الماضي، فيما أسماه مناشدة للشعب السوداني لتغليب الحس السليم والقبول بالاتفاق المعيب. إننا نعتبر حديثه محاولة بائسة لإرغام شعبنا للقبول بالحكم الديكتاتوري والإذعان لصلف الانقلابيين وقمعهم، لكن هيهات. حديث السيد غوتيريش مؤسف جداً ويأتي مخالفاً لمواثيق ومباديء الأممالمتحدة. مثل هذه التصريحات البائسة سواء أن جاءت من هيئات دولية أو قوى إقليمية لن تمنح الإنقلابين وغطائهم المدني أي قبول أو شرعية. فالشرعية يملكها شعبنا العظيم وقواه الثورية الحية المنتظمة في الشوارع مقاومةً وتضحيةً وعنفوان. ونحن كثوار لن كون مطية لحفنة من الانقلابيين المجرمين أو غطاءً لهم، يجيز التنكيل بشعبنا وقمع حرياته ويقر عمليات القتل الممنهج كما حدث ولم يزل يحدث في دارفور بحجة الحفاظ على الأمن القومي والسيادة الوطنية. نؤكد مرة أخرى على لاءاتنا المعلنة، وعلى إستمرارنا في طريق إنتزاع السلطة الوطنية المدنية الكاملة النابعة من القوى الثورية الحية والمستندة عليها . السلطة المدنية الحقة التي تؤسس على شرعية ثورية تهدف للتغيير الجذري، وتنزيل استحقاقات ثورة ديسمبر في الحرية الكاملة والسلام الوطيد المستدام والعدالة الشاملة لتصبح واقعا معاش. شهر ديسمبر المجيد له رمزيته الخاصة لدى الثائرات والثوار وفيه سنحتل الشوارع التي لا تخون، فنحن منها ولها. وفي هذا الموقع الذي شهد بسالة وفداء، نعلن أننا في إحد أشرف الاماكن في السودان ( المؤسسة بحري ) ندعوا كل الثوار الان للوقوف دقيقة أخرى حدادا على أرواح شهداء ملاحم المؤسسة بحري البطولية في 17 نوفمبر المنصرم، اليوم الذي شهد مجزرة وبشاعات كثيرة. ويوم مجزرة إن حشود الثوار السلميين تُخيف الانقلابيين لأن السلمية هي سلاحنا الأقوى وسيفنا البتار، والملحمة التي سطرتها بحري الصمود في هذه المؤسسة، التي قوبلت بالبطش والمجزرة البشعة التي ارتكبت دليل ساطع على أن السلمية إنتصار . الثوار الأحرار : نعلن نحن في لجان أحياء بحري و لجان مقاومة ولاية الخرطوم بصدد صياغة إعلان سياسي يحمل مطالب الشارع، سيصل إلى الجميع عبر الوسائط والقنوات الخاصة بالعمل المقاوم. ختاماً.. ستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة سنعلم التاريخ ما معنى الصمود وما النضال وما البطولة. الشعب هو مصدر السلطة والثروة الشعب شعب أقوى والردة مستحيلة