قال العضو السابق بمجلس السيادة صديق تاور إن تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بشأن الاتفاق السياسي الأخير "تكشف عن عقلية انقلابية تدير السودان". وقال البرهان، الأربعاء، إن الاتفاق السياسي الأخير وما سبقه من إجراءات "هو المخرج وخريطة الطريق التي لا تراجع عنها". وقال تاور في لقاء مع (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر إن البرهان "حسم الأمر منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالانقلاب الذي تم على النظام الدستوري". وأضاف "البرهان حكم بالفشل على الحكومة من طرف واحد رغم وجود مسؤولية إدارية مباشرة يشترك فيها، فهو رئيس لأغلب أجهزة الحكومة، ورئيس مجلس السيادة، ورئيس المجلس الأعلى للسلام، ورئيس مجلس الأمن والدفاع وغيرها". وأوضح تاور أن الفترة الماضية كانت تشاركية "وإذا أردنا تقييم المرحلة السابقة بالنجاح أو الفشل، فمن الموضوعية مشاركة المسؤولية مع الجميع". وقال إن ما جرى كان العكس من ذلك، مضيفا أن "الذي حصل هو انقلاب عسكري استغل فيه البرهان نفوذه العسكري". واتخذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر الماضي، إجراءات تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ووصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري". وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وقع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا يتضمن عودة الأخير لمنصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والتعهد باستكمال المسار الديمقراطي. وأوضح تاور أن سبب عدم خروجه وشرح ما كان يجري في السابق عبر وسائل الإعلام، قائلا إنه كان يعمل ضمن "مؤسسة دولة، ولا تدار مؤسسات الدولة عن طريق الإعلام إنما خلال الاجتماعات الرسمية، وإذا عدنا لمحاضر الاجتماعات، فسنرى مبادرات حقيقية كنا نقدمها من داخل المؤسسات". وأضاف "كنا نقوم بعملنا، وعند مشارفة الفترة على الانتهاء، لم يحتمل ممثلو العسكر القضايا التي كنا نعمل عليها والتي أبرزها الالتزام بالوثيقة الدستورية". وقال تاور إنهم كانوا يؤكدون باستمرار "على ضرورة الالتزام بالقيام بالواجبات المنصوص عليها والتذكير بها باستمرار"، مشيرا إلى أن البرهان كان يؤجل النقاشات عبر تعليق الاجتماعات والمماطلة في طرح القضايا الأساسية. وذكر أنه تم تجاهل مقترح له بشأن "تشكيل المحكمة الدستورية". وقال تاور إنه لم يقدم استقالته لأن هذا هو ما كان يريده البرهان، موضحا أنه وعدد من أعضاء المجلس كانوا يمثلون "جهة معينة أتت بنا لكي نقوم بمهام معينة لذلك كنا متمسكين بما هو مطلوب". وأضاف "كنا مدركين أنه مهما طال التسويف فسيكون هناك نقطة تحول حتى تسير الأمور على طبيعتها، ولأن البرهان أدرك أن هذه النقطة قادمة، قام بالانقلاب". وأشار إلى أنه "كان هناك تصعيد إعلامي غير مبرر في الهجوم على الحكومة المدنية وجهازها السياسي، ولحظتها بدأت تتكشف النوايا الحقيقية للانقلابيين". وجدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان التزامه بتنفيذ الاتفاق السياسي الذي وقعه مع حمدوك "للوصول إلى انتخابات حرة" تقود "إلى حكم ديمقراطي مدني". وقال "ما تمر به البلاد من أزمات تتطلب إعلاء قيم الوطنية وتغليب المصلحة العليا، بجعل الوطن فوق الجميع". والثلاثاء، أعلن "تيار الميثاق الوطني" بقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا)، أنه يعكف على صياغة مشروع سياسي يستند للاتفاق الموقع بين البرهان وحمدوك.