غريب امر اللواء فضل الله برمة ناصر ، اعتقد انه حن الى زمان الكاكي والاحساس بالعظمة الجاهلة التي تعتري العسكر عند مدخل بداية خدمتهم . وبمثل ما للبدايات العسكرية مراهقة مهنية ، قد تجد من يمارس هذه المراهقة في ارزل العمر . ولعل سعادة اللواء الان يتمتع بهذه المراهقة التي اعادته الى صلف الكاكي فطفق يتحدث حديث العسكر بلسان مدني مهين ،، الناظر لتصريحات الرجل بصفته رئيسا لحزب الامة صاحب النضال المدني العريض ، يظن ان حزب الامة تحول الى مؤسسة عسكرية همها الاول والاخير وضع المكون العسكري على راس السلطة المدنية تأتمر بامر المكون العسكري ولا ترى الا ما يراه . سعى الرجل بكل ما اوتي من (ضبط وربط )رضعه من ثدي مهنته العسكرية الى جر حزب الامة الى تبني المواقف المخزية التي يطلع المكون العسكري على القيام بها وفرضها بقوة وجبروت السلاح على الوطن والمواطن . اصبح ( اللواء) معاش رئيس حزب الامة ولسان حال الحزب ، عسكريا اكثر من العسكر . وظل ينافح عن مواقف المكون العسكري اكثر من المدعو ( ابوهاجة) . وضع الرجل وباسم الحزب للاسف مع اخرين بنود ومخرجات الاعلان السياسي الموقع في 21 نوفمبر بين (الانقلابي ) البرهان وجوقته وحمدوك ( سكرتير البرهان باعتبار ما آل اليه اتفاق الاعلان السياسي ) ، وخرجوا بهذا عن إجماع وروى مكون الحرية والتغيير الجناح المركزي . هذا كله كوم !! لكن أن ينبري الرجل لتبخيس مجهودات الثوار وان يسعى لتخزيلهم وذلك بوصفه ما قاموا به ب ( الهرجلة ) وانهم عبارة عن (اشتات وبضع ) متناسيا ان التباين في الاراء والاختلاف في المواقف سنة كونية والا لما كان هناك حزب للامة واخر للاتحادي وثالث للشيوعيين . هذا ما لا يغتفر للرجل وقطعا سيحط من قدره السياسي ولن يقف الامر على ذلك بل سيتعدى الرجل ليصل الى حزبه ، لان للرجل رمزية حزبية متوجه برئاسته للحزب . من حق الرجل ان يتخذ من المواقف ما يتخذ ولا حجر عليه في ذلك ان كان المقصود بذلك شخصه لا شخصية الحزب والا اصبح ما يقول به الرجل يمثل الحزب رأيًا ورؤية ، ما لم يبادر الحزب الى اعلان موقفه المخالف لتصرفات رئيسه حتى لا يختلط حابل اللواء ( العسكري) بنابل الحزب المدني نعت الرجل لشباب الثورة بالهرجلة ومسيرة الثورة بالتشتت والبضع يمثل اهانة للثورة وطعنه نجلاء للشباب الذي مارس ثوريته بسلميه جذبت انتباه العالمين الاقليمي والدولي . ونحسب ان لسعادة اللواء رؤية مختلفة لمعاني الثورة والثورية ، ونظنه يعتقد جازماً ان الثورة التي تنوى اقتلاع العسكر ثورة ( قليلة ادب) لان في مخيلته كل شي خلا العسكر هو ذاهب . ما كان لرجل في قامة سعادة اللواء ان ينزلق لهذا الدرك ، وتنكر عينه من رمد ، الجرائم التي مارسها العسكر تجاه الثوار حتى يصف جرائم ارتقت الى ان تصل حد الاغتصاب بانها ممارسة في الحد الادنى من القمع ، هل كان سعادته يتوقع عنف اعلى من ذلك من الآلة العسكرية البهيمية التي استمرأت القتل والسحل والاغتصاب حتى اصبح الامر في درجة المعتاد عليه لدى سعادة اللواء والخبراء الاستراتيجيتين من شاكلة سعادة اللواء . يجب على حزب الامة ان يتدارك امر هذا الخبير العسكري الذي يمثل الان راس رمح الحزب ، وحتى لا يتأذى الحزب من تصريحات رئيسه ويتأذى شباب الثورة من حالة مراهقة ارزل العمر المهنية ان يبادر ويعلن موقفه بعيدًا عن حالة الازدواج السيامي بين سعادة اللواء والحزب وان يتخذ موقفًا محترما بعزل اللواء برمة ناصر عن رئاسة الحزب تمشيًا مع تطلعات الحزب وتماهيه مع خط الثورة العام . سعادة اللواء وفقًا للثابت من مجريات الاحداث لا يمثل رجل المرحلة لحزب في قامة حزب الامة ،، الا رحم الله الامام الصادق المهدي فقد فقده الحزب وقبل ذلك الساحة السياسية السودانية قاطبة . قطعا في الليلة الظلماء يفتقد البدر [email protected]