لو قمنا بكتابة مئات المقالات الطويلة والقصيرة بحثآ عن اسوأ حدث وقع في السودان عام 2021 – ما اكثر الاحداث الدامية والمؤلمة التي وقعت فيه-، وايضآ، لو اجرينا استفتاء شعبي ،وندوات ومناقشات طويلة حول اسوأ حدث سوداني في هذا العام الجاري، لما وجدنا ما هو اسوأ من كارثة حل القوات المسلحة واحلال قوات "الدعم السريع" محلها!! 2- كارثة وماسآة حل الجيش السوداني بدأت في يوم الاربعاء 9/ يونيو عام 2021، يومها نشرت صحيفة "الراكوبة" خبر جاء تحت عنوان:(بعد إعلان حميدتي رفض دمج الدعم السريع في الجيش.. لماذا خرج البرهان عن صمته؟!!)، وجاء في سياقه: (…- خرج رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، عن صمته، وكشف طبيعة العلاقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتأتي تصريحات البرهان، بعد يوم واحد من تصريحات رئيس قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي" دمج قواته مع الجيش.وقال حميدتي، خلال تأبين قيادي في حركة تحرير السودان قيادة مناوي، إن "الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يفكك البلد"، مضيفا أن "الدعم السريع مكون بقانون مُجاز من برلمان منتخب، وهو ليس كتيبة أو سرية حتى يضموها للجيش، إنه قوة كبيرة.). – انتهي – 3- استطاع "حميدتي" بما عنده من سلطات عليا وقوة عسكرية ضاربة، ان يرغم البرهان علي التخلي تمامآ عن فكرة "هيكلة المؤسسة العسكرية في السودان"، ويعود السبب في ذلك الي ان "حميدتي" خشي ان تخسر قوات "الدعم السريع" قوتها العسكرية ونفوذها الطاغي في الساحة السودانية وتخضع لقيادات تابعة للقوات المسلحة، استطاع حميدتي ان يوقف كل الاجراءات التي تمس قواته، وبقيت تعمل بعيدآ عن القوات المسلحة، ولا تتلقي منها اي توجيهات او اوامر. 4- من طالع احداث العام الجاري العسكرية ، يجد ان قوات "الدعم السريع" قد حلت مكان الجيش، بل استطاعت ان تقوم عسكريآ بكل ما هو من اختصاصات وعمل القوات المسلحة!!، في سبيل المثال: جاءت الاخبار قبل ثلاثة ايام مضت في هذا الشهر الجاري، ان قوات ضاربة من الدعم السريع قد توجهت الي مدينة بورتسودان لفك الحصار واعادة الهيبة المفقودة للبلاد. 5- قبل هذا نشر الخبر كان هناك خبر اخر افاد، ان قوات من "الدعم السريع "قد توجهت الي كردفان لفض الاشتباكات بين القبائل المتصارعة، ولا ننسي ان قوات "حميدتي" كانت قد توجهت عدة مرات خلال شهور هذا العام الجاري والعام الماضي 2020 الي دارفور لاعادة الامن والامان. 6- افتخرت قوات الدعم السريع انها التي كشفت عن محاولة الانقلاب في شهر سبتمبر 2021، والتي حاول ان يقوم بها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي. 7- طوال عام 2021، اختفت اخبار القوات المسلحة بصورة مريبة تدعو للاستغراب الشديد، فلم تنشر الصحف الا القليل عنها تمثلت في معارك "الفشقة" ولاشيء اخر!!، بينما احتلت اخبار جيش "حميدتي" صدارة الصحف السودانية والاجنبية، وابرزت الصحف صورة قاتمة عن قوات "الدعم السريع" ونشرت من الاخبارعن وجود قوات من الدعم السريع تحارب في ليبيا مع قوات الجنرال/ حفتر بتمويل اماراتي!!، رفض البرهان اجراء تحقيقات حول هذه الاتهامات الخطيرة رغم انه المسؤول الاول عن الدعم السريع!! 8- عندما عاثت قوات الدعم السريع طويلآ وبلا توقف في فساد لم تعرف البلاد له مثيل من قبل ، ووصلت الي حد الاغتيالات، والاغتصابات، والاعتقالات بدون تهم محددة مصحوبة بالتعذيب، تساءل الناس "اين جيشنا جيش الهنا.. الحارس مالنا ودمنا"؟!!…اين البرهان وبقية جنرالات الذين اقسموا ان يحموا الارض والعرض، ويذودون بكل قوة عن حياض الوطن؟!! 9- واخيرآ، لم يعد عندنا جيش بالمعني المتعارف عليه دوليآ!!، قوات "الدعم السريع" اصبحت مثل "الحرس الثوري" الايراني، قوات "حميدتي" لا تحمي السودان وشعبه، ولكنها تحمي بقوة النظام الانقلابي القائم!! بكري الصائغ [email protected] —