1- كان عبدالفتاح البرهان ومازال منذ استلامه للسلطة في ابريل 2019 وحتي اليوم ، قليل الظهور في الساحة السياسية الاعلامية التي احتلها بدلآ عنه بكل سهولة نائبه "حميدتي" الذي اغرقنآ بمئات من التصريحات والخطب واللقاءات الصحفية المثيرة للضحك بسبب محاولاته تلميع شخصه ، الكل في السودان يعرف ان البرهان لا يميل كثيرآ الادلاء بتصريحات او خطب الا عند الضرورة علي عكس الرئيس المخلوع الذي كان يمزج تصريحاته بالرقص. 2- رغم قلة التصريحات والخطب التي ادلي بها البرهان خلال ال (33) شهرآالماضية ، اصبح من الملاحظ بصورة لا تخفي عن العيون ونشرتها الصحف ، ان اغلب تصريحاته وخطبه قد خلت من التنصل عن ما وعد بها الشعب سابقآ. 3- في هذا المقال اليوم رصد لعشرة تصريحات قديمة واخري جديدة ادلي بها البرهان ، واثبتت عدم مصداقياته في ما صرح وقال سابقآ : اولا :- في عدة مرات اكد البرهان علي حق المواطنين في التظاهر ، ولكن في يوم الجمعة 31/ ديسمبر الماضي ، قال الاتحاد الأوروبي في السودان ، إنّه بعد أكثر من شهر عقب توقيع الإعلان السياسي بين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ، لم تُجر أي تحقيقات ذات مصداقية في أي من الوفيات ، وأوضح في بيان له ، أن استمرار الحملة على وسائل الإعلام أمرٌ غير مقبول ، وكذلك الهجمات على المستشفيات ويجب احترام حقوق الإنسان وحياد المؤسسات الطبية في جميع الأوقات ، مؤكداً على وجوب احترام حق الشعب السوداني في حرية التعبير السلمي وتقديم مُرتكبي أي عنف إلى العدالة. ثانيآ :- بتاريخ يوم 26/ سبتمبر 2019 ، اكد البرهان العمل على "هيكلة القوات المسلحة" ، وجاء هذا التصريح بعد أيام من محاولة الانقلاب التي وقعت في سبتمبر 2021 ، يومها قال البرهان خلال افتتاح مستشفى عسكري جنوبالخرطوم "القوات المسلحة ، سنعمل على هيكلتها"، ولكن حتي اليوم لم يحترم البرهان وعده بالتنفيذ ، لان هذه "الهيكلة" سوف تتم علي حساب قوات "الدعم السريع"التي يوافق البرهان علي وجودها العسكري بعيدة عن القوات المسلحة . ثالثآ :- اكد البرهان في تصريحات صحفية كثيرة ، انه عازم علي تسليم السلطة للمدنيين بعد انتهاء مدة الرئاسة بمجلس السيادة ، ولكنه قام بانقلاب في 25/ اكتوبر الماضي حتي يبقي في السلطة ويطمس معالم جريمة فض الاعتصام . رابعآ:- عدة مرات اكد البرهان علي حرص السودان تسليم الرئيس المخلوع لمحكمة الجنيات الدولية ، واكد ايضآ للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية السابق / فاتو بنسودا علي وعده بالتسليم ، ولكن وحتي اليوم منذ زيارة بنسودة الخرطوم في يوم 5/ مايو 2021 مازال الرئيس المخلوع في البلاد !! . خامسآ :- بعد ان وقع انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، شهدت البلاد مظاهرات مليونية كثيرة ملئت الشارع بالغاضبين من حكم العسكري ، اكد البرهان (ظاهريآ) انه يحترم حرية الرأي والتظاهر ، ولكن واقع الامر قد اكد ان سقوط عشرات القتلي ومئات المصابين والجرحي خلال ال(66) ايامآ الماضية قد تمت بتوجيهات منه لقمع المظاهرات بالقوة . سادسآ :- كثيرآ ما صرح البرهان ان مجلس السيادة لن يتدخل في عمل الحكومة الانتقالية برئاسة حمدوك ، ولكن وصل الحال في عدة مرات الي ان رئيس الوزراء حمدوك صرح بمرارة شديدة ، ان العمل مع البرهان ومجلسه يمر بازمة شديدة بسبب التدخلات السافرة والعراقيل المتعمدة الصادرة عن عمد من البرهان والجناح العسكري في المجلس ، رغم ان الصحف المحلية قد نشرت الكثير من اخبار الخلافات الي نشبت في مرات كثيرة بين المجلس السيادي والحكومة ، بسبب تدخل المجلس بصورة سافرة في اعمال الحكومة، وان الجنرالات في المجلس علي غير وفاق مع الوزراء ، الا ان البرهان لم يتدخل لفك الاشتباك ومعالجة الخلل. سابعآ :- تضارب تصريحاته حول مجزرة "القيادة العامة"، ومحاولاته العديدة طمس الحقائق عنها ، والتاخير المتعمد في ظهور نتيجة لجنة التحقيق في احداث 3/ يونيو 2019 ، كلها عوامل ساهمت بصورة كبيرة في عدم ثقة الناس بالبرهان ، واكدت تذبذب مواقفه. ثامنآ:- منذ ان آلت الامور في البلاد الي البرهان عام 2019 وحتي اليوم ومجلس السيادة لا رأي واضح عنده حول مشكلة سد "النهضة!! وكل ما صدر من البرهان حول المشكلة ، كانت عدة تصريحات متناقضة له في الخرطوم والقاهرة. تاسعآ : واحدة من تناقضات البرهان انه كثيرآ ما صرح باستحالة عودة الفلول لحكم البلاد ، ولكن انكشف كذبه بعد انقلاب اكتوبر الماضي واعاد بعض الوجوه القديمة للسلطة ، ولا يجب ان ننسي ، انه قد تساهل كثيرآ ابان عمله في المجلس العسكري الانتقالي مع تصرفات وعدائيات بقايا فلول النظام البائد . عاشرآ :- لم يعد يخفي علي احد بصورة لا يرتقي لها الشك ، ان البرهان قد اصبح من الصعب جدآ اصلاح صورته ليجعلها مقبولة علي المستوي المحلي والعالمي، وذلك لانه هو نفسه لم يقم باي مبادرات ايجابية لصالح بلاده ، او قام باصدار قرارات ثورية مكملة لانتفاضة ديسمبر 2019 ، اكتفي فقط برئاسة مجلس السيادة لفترة (18) شهرآ بدأت في اغسطس عام 2019 ، وانتهت في فبراير2021 ، وكان لزامآ عليه ان يسلم السلطة بعدها لرئيس "مدني" جديد من بين اعضاء مجلس السيادة ، وينزوي بعدها بعيدآ مثل الاخرين الذين سبق لهم شغل منصب رئيس مجلس السيادة ، ينزوي بعد ان يخلف وراءه ذكري وحيدة يتذكره الناس بها ، وهي لقاءه مع بنايامين نتنياهو … الا انه كعادة جنرالات دول العالم الثالث ومن اجل البقاء في السلطة ، نفذ انقلابآ اثبت فيه انه لا يحترم ما وعد به الشعب سابقآ ، وانه سيتنحي عند انتهاء فترة رئاسته في مجلس السيادة !!. [email protected]