فلتكن يا عام عام الانتصار للجماهير على بؤس الزمن قد كفاها ما دحاها من محار من عذاب ومحن فلتكن يا بحر بحرا للبحار التي تنضح سلما دون من عاشت الأرض لنا لافتة ولأعداء العصافير كفن لم تكن العصابة الحاكمة تتوقع أن يفجعها الشارع في الثاني من يناير 2022م بمليونية الصدمة . فهي مازالت سكرى بما شربته من دماء في مليونية الثلاثين من ديسمبر ، ومازالت تحاول أن تبتلع اللقمة الكبيرة التي قضمتها بعد أن أصدر زعيمها قائد الإنقلاب أمر الطوارئ المعزز لجرائمه ، والمانح لقواته المجرمة حصانة ضد المساءلة عن الجرائم التي ترتكبها في مواجهة المتظاهرين العزل ، هو لا يستطيع أن يؤمنها لنفسه حين تأتي ساعة الحساب قريباً. شهد حراك اليوم من خارج الجدول المعلن للتصعيد ، مشاهدا فريدة حين تقدمت مواكب الديامة الخيول ، و تداعت مدن إقليمية كثيرة لدعم مواكب الخرطوم المتحدية والمنددة بالفعل الإيجابي الصريح ، بالمجازر التي ارتكبتها قوات عصابة الإنقلاب في ام درمان في المليونية الأخيرة ، حيث أكدت الجماهير أنها خرجت ولن تعود حتى تسقط الانقلاب وتبني دولتها المدنية الكاملة غير المنقوصة. وكالعادة كسرت الجماهير إرادة العسكر مجددا ووصلت إلى شارع القصر ، ودخلت في عراك كر وفر أصبحت تجيده وتمرست عليه. وهو ضمن أمور أخرى ، أمر يؤكد أن الشارع قد أصبح أكثر تنظيما وأكثر دراية بتكتيكات قوات العصابة الحاكمة ، وأن جماهيره تسعى إلى رفع درجات تأمينها وتتلمس ادوات تحييد وهزيمة العسكر الذي حول الشارع إلى ثكنات ، ومازال مرعوبا من الحراك برغم ذلك. تميز حراك اليوم بأن واكبه طرح تجمع المهنيين ميثاق إستكمال الثورة الرديف لمشروع إعلانه السياسي ، وبذله للحوار للوصول إلى مشروع انتقالي سليم يحقق أهداف الثورة ، يبدأ بإسقاط الإنقلاب وتأسيس انتقال مدني يقود إلى تحول ديمقراطي ويسمح ببناء ديمقراطية مستدامة غير قابلة للانتكاس . وهذه خطوة متقدمة على لجان المقاومة التقاط قفازها والبناء عليها ، من أجل امتلاك المشروع السياسي ، الذي يسمح بصياغة وثيقة دستورية انتقالية لدولة انتقال مدنية ، ويكرس الفرز الذي حدث بين قوى الثورة وقوى شراكة الدم مع العسكر . ومن الضروري أن يواكب ذلك ، بناء جبهة موحدة لقوى الثورة مكونة من لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى المجتمع المدني المتمثلة في أسر الشهداء والمفصولين من الخدمة المدنية والعسكرية و متضرري السدود والمهجرين في المعسكرات ولجان تسيير النقابات ، على أن تقوم على مركز تنسيقي ذو قيادة جماعية، ليحمي قاعدية التكوين ويضمن عدم سيطرة العدو السياسي على مركز حاكم ومتسلط . كذلك يجب المحافظة على الجماعية والمرونة معا والإهتمام بقضايا التنظيم وسلامة الجسم ونشاطاته ، وقدرته على طرح رؤاه ومشروعه عبر وسائل ثابتة وقريبة من الجماهير ، مع التركيز على أن الثورة نقابة ولجنة حي ، وأن لجان المقاومة تشكل عصب هذه الجبهة لأن العدو أشبه بالمستعمر ووثيق الصلة به ، ولأن الحالة هي حالة مقاومة شعبية لعصابة منظمة اختطفت الدولة لتمارس عبرها كافة نشاطات الجريمة المنظمة. حراك اليوم أكد بأن شعبنا قادر ، وأنه صامد ولن يتقهقر أمام آلة العنف المفرط ، ولن تهزه تكتيكات العصابة الانقلابية ، ولن ينصاع لأوامر طوارئ غير شرعية داسها مرارا باقدامه ، وسيدوسها مجدداً ليفرض إرادته على العصابة المرتعبة. واليقين هو أن شعبنا يسير نحو نصره بثبات ، غير عابئ بالمناورات والشائعات حول استقالة رئيس وزراء الانقلاب ، ولا بالشائعات حول أن كفيل عصابة الإنقلاب يرغب في تغيير واجهاتها ، ولا بتصريحات واشنطن التي تدس السم في الدسم ، ولا بكتابات كتاب المخابرات المصرية الذين يسمون الثورة ورفض الشراكة عدم واقعية ، ويدعون لشراكة دم جديدة تخدم أجندة خارجية ، وتدير نشاطها ككمبرادور عميل لرأس المال الأجنبي . هو شعبنا العظيم المصمم صاحب الارادة التي لا تهزم ، العالم بأن نصره قريب ، والمزلزل للطغاة ، له المجد وللعصابة العار والذل والهزيمة. وقوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله !!! .