ايّ حل يدعي العقلانية ، والحفاظ علي الامن ، وصون الدماء سينتج مزيد من الفشل ، والقتل ، وعدم الإستقرار ، وسيقودنا الي ظلام العهد البائد ، ويكرس لأمراض السودان القديم المتعفن البالي الذي تحكمه القبور , والنخب ، والشلليات . تابعت بدقة ردود الافعال بعد مبادرة فولكر فإطمئن قلبي بأن ديسمبر انتجت وعي فاق توقعات كل القوي السياسية التي لا تجيد غير السواقة بالخلا ، وصناعة البروباغندا السوداء . للذين يعولون علي المبادرات الاممية ، والدولية يجب ان لا تخونهم الذاكرة ، و ما ادراك ما الهبوط الناعم ، وبرلين ، واديس عندما كان الشعب ميمماً وجهه محراب الثورة ، و ما ادراك ما الفنادق ، والتزاكر ، والعمولات . لا اخوّن ايّ مبادرة اممية او دولية بقدر ما نعرفه من تجارب فللمجتمع الدولي مصالح يريد الحفاظ عليها، او تحقيق مكاسب ، لذلك تسيطر عليه لغة الخوف ، وتبني الخطاب العقلاني الذي لا يجدي نفعاً في الحالة السودانية ، لأن المشهد لا تحكمه العقلانية، والفطرة السليمة ، وما ادراك ما الحوار الذي لم ولن ينتج شيئ منذ قيام الدولة المدعاة سوى مزيد من تكريس السلطة لدي النخب العاطلة ، وصناعة لوردات الحرب ، والجنجويد القتلة المرتزقة. بالله عليكم ايّ منطق وايّ عقلانية تجعلنا بأن يتحكم في مصيرنا جنجويدي جاهل كل خبراته انه يجيد القتل ، والإرتزاق ؟ . التدخل الدولي ، والوساطة الإقليمية بعد الثورة كان لها دور كبير في الدغمسة ، وتمرير مشروع الحوار مع لجنة المخلوع الامنية بوثيقة دستورية لا تخدم مشروع الثورة ، والتحول الديمقراطي . للأسف برغم سوءها إنقلب عليها من وقع عليها ، وتمت صياغتها حسب رغباته ، وما يحقق مصالحه . فإن دل هذا إنما يدل علي الإستسلام للغة الخوف ، والخنوع ، والضعف ، والتردد الذي لا يتسق ، ومبادئ الثورة ، وعنفوانها . تحدثنا في مقالات سابقة بضرورة مخاطبة مخاوف البرهان ، وحميدتي في حال كانا جادين في تسليم السلطة ، وتلبحث عن طريق آمن باقل تكلفة. اعتقد اخطئنا التقدير لأن للرجلين طموحات ، وليست مخاوف . من الواضح يعمل البرهان ، وحميدي وفق خطة مسبقة وراءها الكيزان ، وليست لديهم من خيارات دون التنفيذ فقط . اول من بشروا بالبرهان ، لتحرير القوات المسلحة ، ونصرة الثورة ، لا لمعرفة به ، ولكن حديث بعض الإخوة الضباط من نثق بهم فخدعتهم العاطفة ، وتقديرات الدفعة ، والزمالة التي تنعدم تماماً لدي كل من تشبع بمبادئ الجماعة اللصوصية صاحبة المشروع الحماري. للأسف اثبتت التجارب في اقل من اسابيع معدودة ان البرهان يعمل لصالح النظام البائد ، وسدنته بإيمان ، وعن قناعة . للأسف اتى المجد للرجل يسعى علي قدمين ، ولكنه تمنع ، وفضّل ان يبقى في القاع القذر الذي إستحقته الجماعة الضالة بجدارة حيث مزبلة التاريخ. من الآخر .. ايّ مبادرة تجعل من البرهان ، وحميدتي واسرته احد اطراف المعادلة فهي لا تعني الثورة ، والتغيير في شيئ. برهان ، واللجنة الامنية ، وحميدتي من اقذر مخلفات النظام البائد ، من يؤمن بانهما جزء من الحل فليذهب الي كوبر وان يتحاور مع اللص الماجن المخلوع بدل مضيعة الوقت ، والتسويف ، والمماطلة . ابى من ابى ، ورضي من رضى سيخضع الجميع الي إرادة الشعب السوداني وإن تعاظمت التضحيات . كسرة .. برهان يريد إنتاج النظام البائد في نسخة جديدة عنوانها الحوار الذي يفضي الي إنتخابات ، وبها يجد لنفسه، وشريكه الجنجويدي المرتزق طريق آمن حسب الخيال المريض الذي اوهمه بأنه سيحكم السودان رغماً عن إرادة الشعب السوداني . كسرة ونص .. برهان السجمان انت ترس في المشروع الحماري البائد ، وتعمل بأوامر من قيادة الجماعة في كوبر ، وتركيا. كسرة وتلاتة ارباع .. برهان الكحيان مهما صوّرت لك الاوهام اسباب القوة ، واحلام الوالد ، فستدك حصونك ، والجنجويدي المجرم إرادة الشعب ، والثورة . اخيراً .. نحتاج الي حلول مجنونة كجنون الحال الذي اصبح لا يُطاق ، والذي بالضرورة ستكرس له كل المبادرات العاطفية ، والعقلانية الممزوجة بالخوف ، والتردد ، والإستسلام . جيل ديسمبر مجنون بالحرية ، والديمقراطية فلا يمكن ان يهدأ ، او يتراجع دون بلوغ ثورته اهدافها ، وإن تحصنتم وراء الحاويات ، والجدر . الحلول التي يفرضها المنطق القديم البالي لا تنفعنا في شيئ ، ما ينفعنا هو جنون الثورة ، وعنفوانها الذي لا تحكمه العواطف ، والمنطق البالي، والمتعفن ، وعقلانيتكم البليدة .