قصة قصيرة جدا امرأة في منتصف العمر ممتلئة جمالا وطمأنينة وحكمة . تعمل بائعة للشاي في أسفل منحنى جبل عامر . الزبائن من المنقبين عن الذهب (الدهابة) . يشترون أحيانا بالنقد وفي معظم الأحيان يشترون بالدين (بالجرورة). لبائعة الشاي كراسة ، عليها اسماء وأرقام تلفونات الزبائن . صفحة لكل زبون ، يسجل عليها ، عدد الاكواب التي يتناولها. يدفع الدهابة ما عليهم من مال ، بعد أن يبيعوا ما وجدوه من عروق الذهب. احيان ا، بطول انتظارهم للحصول عليه . لا تسألهم بائعة الشاي ، ولا ينسجون لها خيوط الاعذار؛ فهي تعرف ، وهم يعرفون. في يوم ما ، وصلت قوة عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد ، طوقت الجبل وطردت كل الدهابة ومعهم بائعة الشاي ، بعد أن حطموا وداسوا ، على اوانيها واغراضها. رفعت بائعة الشاي رأسها نحو السماء والدموع تملأ عينيها ، وهي تتمتم بصوت خافض ؛ يا ربي ، أنت أعلم بحالي. ثم انصرفت ، تجر مأساتها. في اليوم التالي ، هوت طائرة تمتلكها شركة فاغنر وهي محملة بسبائك الذهب ، على الجبل . صرع جميع ركابها واندقت أعناقهم ، بعد الاصطدام .. أما سارق الذهب ، فقد وجدوا سبيكتين من الذهب مغروزة داخل شدقيه اخترقتا لهاته فخرجتا من الجانب الآخر. ما حدث لعينيه ، فقد طارتا من محجريهما، وتعلقتا باستار الجبل… انتهت [email protected]