قوى إعلان الحرية والتغيير بعد سقوط نظام الطاغية البشير واعوانه أسرعوا وانسحبوا من أرض المعركة لجمع الغنائم وتقسيم الكراسي والمناصب وتركوا أمر تحقيق العدالة وإقامة المحاكم الثورية لكبار قيادات وعضوية نظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني وضعوهم فى السجون دون محاكمات أو إجراءات عقابية تناسب الجرائم التى ارتكبوها في حق الشعب والوطن . من ضعفهم وبؤسهم وانشغالهم بتوزيع الغنائم وتقسيم كعكة الحكم نسوا توجيه تهم حقيقة لهم وما أكثرها وضعوهم فى السجون والمعتقلات دون محاكمات فورية ودون توجيه تهم وقضايا حقيقة لهم . رجل مثل علي عثمان محمد طه من أكبر مجرمي الإنقاذ وقياداتها ومهندس وشريك في كل جرائمها وفظائعها من جريمة الانقلاب على النظام الشرعي المنتخب وتكوين المليشيات وجريمة الصالح العام وبيوت الأشباح وجريمة التجنيب وجريمة نيفاشا التى توصلوه للمشنقة دون محاكمة توجه له تهمة فساد مالي وإداري مؤكد سيخرج منها براءة رجل قانوني ومحام وسياسي وداهية يتورط في فساد مالي وإداري مالكم كيف تحكمون ؟ . وسيخرج جميع قيادات الإنقاذ من السجون والمعتقلات بعد شطب التهم الموجهة لهم لعدم كفاية الأدلة سيخرجون بأمر القضاء والعدالة وليس بأمر برهان ورهطه من الانقلابيين لأن القضاء يحتاج قضايا حقيقية مسنودة بالأدلة والبراهين القاطعة والمستندات والبيانات الحقيقية وليس الأماني والأحلام . وقد يطلبون بتعويض واعتذار . ولا عزاء لضحايا ومعذبي الإنقاذ عبر تاريخها الطويل المليئ بالجرائم والفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان السوداني. هذا الأمر مهم ويمنحنا درس قاسي في موضوع العدالة الإنتقالية ومحاكمة المسئولين عن الجرائم والفظائع التى ارتكبت فى حق أبناء وبنات شعبنا وبلادنا العزيزة . ويرشدنا لمراجعة وتعديل القوانين والتشريعات المطبقة ومعالجة أوجه القصور فيها وتجهيز القضايا والأدلة والبراهين والبيانات القاطعة التى لا تمنح اي مخرج أو منفذ للمجرميين للهروب من العدالة والعقاب على ما ارتكبوا من جرائم . ما نريده اليوم قبل الغد هو الجلوس والتشاور حول وضع قوانين وتشريعات ثورية توقف مسلسل الإفلات من العقاب والمحاكمة بعد نجاح الثورات السودانية الأمر الذي يخلق الطواغيت والقتلة ويساعد على إزهاق المزيد من الأرواح الطاهرة ونزيف مزيدا من الدماء السودانية الغالية ومزيد للجرائم والفساد والإفساد . نريد قوانين وتشريعات استثنائية فورية ثورية تمكننا من إقامة عدالة ناجزة بدل العدالة العاجزة المطبقة منذ الاستقلال وهذا لا يحدث إلا بتوافق جميع قوى التغيير والثورة وأصحاب المصلحة الحقيقيين الوطنيين المهمومين بأمر العدالة والحرية والإنصاف وليس العملاء والجواسيس وصعاليق المخابرات الأجنبية. المحاكم الثورية الفورية والعدالة الناجزة هى الحل. … الثورة مستمرة ومنتصرة والنصر حليف شعبنا المجد لجماهير شعبنا المجد للشهداء .. [email protected]