على مضمار بطول 6 كيلومترات في منطقة أبو طلحة غرب مدينة كسلا شرقي السودان، تنافست أكثر من 500 من الإبل بمشاركة عربية، ضمن النسخة الأولى من مهرجان "صوت الهجانة"، بهدف الحفاظ على تراث الأجداد ومطالبة الحكومة بالسماح بالمشاركة في منافسات خارجية. هذا السباق شاركت فيه دول عربية، منها مصر والإمارات، وانطلق الخميس واختتم فعالياته الجمعة، بحسب اللجنة المنظمة. وأحرزت 21 من الإبل البكار (إناث) والقعدان (ذكور) المركز الأول عبر التنافس في مسافات شملت 6 كيلومترات و5 كيلومترات و4 كيلومترات و3 كيلومترات وكيلومترين. ويُطلق على الذكور من الإبل منذ ولادتها وحتى عمر خمس سنوات "قعدان"، فإذا تجاوزتها فهي "زمول". فيما يُطلق على الإناث منذ ولادتها وحتى عمر خمس سنوات "بكار"، فإن تجاوزتها فهي "حول"، ويُسمى شوط السباق باسم الهجن المشاركة فيه. أهازيج الفوز على خط نهاية التنافس في مضمار أبو طلحة، انطلقت أهازيج الفرح مصحوبة بأصوات أبواق سيارات لم تفارق الإبل في ركوضها نحو منصة التتويج، ليهتف الفائزون مرددين اسم الإبل الفائزة مع إعلان لجنة التحكيم عن الفائزين. والإبل الفائزة هي: شودة، الهارب، النسيم، الوارد، زعزعة، الشرقي، درة شندي، مرحب، الشامخة، الهلالي، احتلال، الفنجري، طرب، قدارة، التداوي، عايرة، الطائر، عجائب، منور، أسيل، الشامخة. وخصصت اللجنة المنظمة عطورا من الزعفران للإبل الفائزة، إذ يتم توشيح رأس الهجن الفائزة وتتويجها بأعشاب ذات رائحة جميلة تتكون من الزعفران والمسك وماء الورد ومواد عطرية أخرى بلون أصفر فاقع. وقال الناطق باسم مهرجان "صوت الهجانة"، نافع بن بهلول، للأناضول، إنه تم تقديم جوائز بعدد سيارتين وسيوف وكؤوس وبندقية ومبالغ نقدية للفائزين الخميس والجمعة. حظر تصدير الإناث ودعا المشاركون في المهرجان الحكومة السودانية إلى تسهيل مشاركتهم في المنافسات الخارجية. وفي 22 يوليو/ تموز 2019، أصدرت السلطات قرارا بمنع تصدير إناث المواشي الحية بكل أنواعها (ضأن، ماعز، إبل، أبقار، أخرى)، بهدف الحفاظ على السلالات الجيدة للثروة الحيوانية. وقال الطيب حامد العبيد (48 عاما)، وهو أحد المشاركين من نادي "المرخيات" في أمدرمان بالعاصمة الخرطوم، إن "الإبل التي تشارك في هذا المهرجان لا تصلح لإنتاج اللبن واللحوم، وإنما تصلح للمشاركات في المسابقات وللسباق". وأردف "العبيد، في حديث للأناضول: "ونحن نطالب الحكومة بتسهيل والسماح لنا بالمشاركة في المنافسات الخارجية". وثمة مخاوف حكومية من بيع إناث الإبل خارج السودان بعد نهاية المنافسات وعدم عودتها إلى البلاد. وقال سكرتير عام نادي "ابودليق" في الخرطوم، إيهاب بشير النور علي، للأناضول: "شعورنا طيب جدا بلم شمل الهجانة، ونحن جئنا للمشاركة في التنافس من كل ولايات السودان، جئنا من غرب شمال كردفان إلى شرق السودان، وسعدنا أيما سعادة بهذا المهرجان". وتابع "علي"، وهو من أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، أن "الحكومة تمنع السفر إلى خارج السودان، تلقينا دعوات عديدة للمشاركة في منافسات خارجية من دول الكويت وقطر والإمارات والسعودية، ولكن الحكومة رفضت المشاركات الخارجية". وأضاف: "نحن الهجانة نرتب هذه الإبل ترتيبا صحيحا، الناقة المنتجة عند ولادتها نستخرج لها شهادة ميلاد بتاريخ مولدها من نادي الهجانة المعتمد في الولايات السودانية. ثروة هائلة أما مدير إدارة الرياضة في ولاية كسلا، مكي الأزرق، فقال للأناضول إن "هذا السباق من مصادر الثروة الهائلة، وهذه الولاية تحتوي على ثروة هائلة ينبغي الانتباه إليها، وهي تدفع بالاقتصاد السوداني". كما قال الحسن محمد حامد العليلي الرشيدي (70 عاما)، أحد المشاركين في المهرجان، للأناضول: "نحن هنا منذ عام 1968 لدينا هذه الثروة الحيوانية التي لا نتنازل عنها، وهي كانت تشارك في مسابقات خارجية، في دولة الإمارات كانت تأخذ الجوائز الأولى في المسابقات". وسباق الهجن أو الهجانة هو رياضة عربية توارثتها الأجيال، وهي مشهورة بين العرب في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في منطقة شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى إفريقيا وأستراليا. وتحرص بعض الدول، وخاصة السعودية والإمارات وقطر والأردن وسلطنة عمان ومصر، على إقامة سباقات ومهرجانات الإبل. بداية سباق الهجن وحول تاريخ سباق الهجن في السودان والمشاركات الخارجية، قال الناطق باسم مهرجان "صوت الهجانة"، إن "سباق الهجن بدأ في البلاد منذ العهد الإنجليزي (الاحتلال) في منطقة جوز رجب بشمال مدينة كسلا، وكانت الجائزة كوب من الذهب". وأفاد ب"تأسس أول ميدان (مضمار للسباق) في منطقة مستورة بولاية كسلا عام 1981، قبل أن يتحول إلى مضمار أبو طلحة حاليا الذي تأسس عام 1996 بهذه الصورة". وتابع: أول اتحاد للهجن السوداني كان عام 1998،وتوجد ميادين لسباق الهجن في ولايات الخرطوم ونهر النيل (شمال) والبحر الأحمر (شرق) وشمال كردفان وشمال دار فور (غرب). ولفت "بن بهلول" إلى "مشاركة الهجن السودانية في سباق الجنادرية السعودي عام 1974 بالرياض". وأردف أن "مضمار الشيخ زايد آل نهيان بشرق النيل في ولاية الخرطوم استضاف أول سباق هجن، بدعم من الإمارات وسط حضور رسمي وشعبي، في 9 سبتمبر/ أيلول 2017". وزاد بأن السودان تلقى دعوة من الاتحاد السعودي للمشاركة في مهرجان ولي العهد الأول عام 2019، لكن لم يشارك فيه (بسبب قرار الحظر الحكومي). (الأناضول)