قالت وزارة الخارجية إن تصريحات محمد حمدان دقلو "حميدتي" بشأن تأييده لقرارات فلادمير بوتين، "أخرجت عن سياقها" ، وجاء بيان الخارجية على إثر أعلان الرئيس الروسي الاثنين الماضي، اعترافه بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك في اقليم "دونباس" الواقع تحت سيطرة الانفصاليين الأوكرانيين، ونقل مراسل FAN عن حميدتي أن خطوة بوتين حق دستوري لرئيس الدولة الروسية ، لذا فإن التوقيع على مرسوم يعترف بسيادة جمهوريات دونباس "قرار منطقي". وتصاعدت التطورات بشن روسيا هجمات على أوكرانيا بنحو أثار حفيظة الولاياتالمتحدة وحلفائها، حيث كان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر قبلها بساعات من تصعيد الأوضاع وقال إنهم سيفرضون عقوبات على الروس. وقال بيان الخارجية إن سفارة السودان بموسكو " تنفي نفياً قاطعاً إدلاء النائب الأول بأي تصريح بهذا المحتوى بالتحديد ، وإنما تحدث سيادته بصورة عمومية عن ضرورة إتباع السبل والوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة كما امّن على حق روسيا في حماية مواطنيها بما يكفله القانون والدستور". من المؤكد أن بيان الخارجية القصد منه محاولة للملمة أزمة دبلوماسية متوقعة بين السودان مع الغرب والولاياتالمتحدة. معظم الخبراء الذين تم استطلاعهم اعتبروا زيارة (حميدتي) تفتقر للمعايير الدبلوماسية وتخالف الأعراف الدولية، خاصة في ظل الظروف السياسية، والوضع الإقليمي المحتقن في أوروبا وشرقها على وجه التحديد". أما تجمع المهنيين قال إن هذه الزيارة تعبر عن وجهة الانقلابيين في إعادة السودان لعزلته الدولية القديمة، مقابل استمرارهم في السلطة، ومدهم بالأسلحة والذخائر للاستمرار في قتل شعبهم. شهدت الأونة الأخيرة زيارات مكثفة لحميدتي لعدد من الدول بعضها يمكن (بلعه) وأخرى (صعبة البلع) ولعل أكثر الزيارات غرابة هي تلك التي قام بها الى اديس أبابا بعد قطيعة طويلة بين البلدين ، وكذلك قبلها زيارة الأمارات ، وفي كل مرة يعود حميدتي ترفع الشائعات عقيرتها ففي المرة الأولى كان الشائعات تشير الى لقاءه اسرائيليين بالزهرة الجديدة وأن ما دار كان حول تغيير النظام الحالي وربما طلب الرجل من حلفائه الصهاينة اقناع الأمريكان وتسامع الناس أن هذا هو سبب الخلاف بينه والفريق كباشي الذي بحسب الشائعات أن وواجهه بالحقيقة . و قبل أن يكمل زيارته لموسكو كشفت مصادر مصرية خاصة عن اتصالات رفيعة المستوى أخيراً، بين عبد الفتاح البرهان، والمسؤولين في القاهرة، لبحث تداعيات وتطورات الأحداث في السودان. وأشارت إلى أن البرهان يبدي خشيته من الحراك الذي يقوده نائبه محمد حمدان دقلو، بما في ذلك في الخارج، حيث بدأ الأربعاء زيارة إلى موسكو. وقالت المصادر، في أحاديث خاصة ل"لعربي الجديد"، إن البرهان أبلغ مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى، رسالة عبر السفارة المصرية في الخرطوم، عن مخاوفه بشأن رصد تحركات غير مفهومة، يقوم بها دقلو. من الواضح أن المخاوف لم تعد في اطار الدوافع الذاتية لحميدتي الذي يحاول تقديم نفسه بثوب جديد وإنما تعدت ذلك باثارة الشائعات بنواياه لترتيب انقلاب ، وهذا لن يثير حفيظة الجيش فقط وإنما أمريكا التي ترفض تزايد النفوذ الروسي والصيني في السودان. الجريدة