أفاد مراسل الجزيرة بأن العاصمة كييف تشهد حاليا إطلاق نار كثيفا، في وقت دوت فيه صافرات الإنذار في مناطق مختلفة من أوكرانيا في اليوم الرابع من الغزو الروسي للبلاد، وقد توقعت نائبة أوكرانية أن تعيش العاصمة ساعات صعبة. وقال المراسل في كييف المعتز بالله حسن إن المعارك محتدمة على ما يبدو في العاصمة، وأفاد بأن صافرات الإنذار دوت في مناطق مختلفة من كييف. وأشار المراسل إلى أن السلطات الأوكرانية طلبت من سكان العاصمة النزول إلى الملاجئ، بسبب غارات محتملة. من جانبها، قالت نائبة أوكرانية إن الساعة المقبلة قد تكون صعبة في العاصمة. كما أفاد مراسل الجزيرة بأن صافرات الإنذار دوت في تيرنوبول شرقي مدينة لفيف غربي أوكرانيا. وقال مراسل الجزيرة في لفيف نور الدين بوزيان إن اللافت كان عدد المرات التي انطلقت فيها صافرات الإنذار في المدينة. من جانبها، دعت إدارة مدينة تشيرنيهيف الأوكرانية السكان لقضاء الليلة في الملاجئ، تحسبا من ضربات صاروخية روسية. وكانت السلطات الأوكرانية فرضت حظرا للتجوال بدءا من الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، حتى الساعة السابعة صباحا. وقد قالت شركة خاصة أميركية تتابع تحركات القوات في حرب أوكرانيا إن صور الأقمار الصناعية التي التقطت أمس، أظهرت قوات برية روسية تتجمع في نوفا كاخوفكا جنوبي أوكرانيا، بالقرب من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية على نهر دنيبر. وأظهرت الصور التي نشرتها شركة ماكسار تكنولوجيز، شاحنات تقف على السد الخاص بالمحطة، إضافة إلى شاحنات أخرى متوقفة في الطريق. ولم يتسن لرويترز التحقق من الصور بشكل مستقل. تعهد أوكراني وقالت سفيرة أوكرانيا لدى الولاياتالمتحدة إن القوات الروسية هاجمت رياض أطفال ومدارس ومستشفيات ومنشآت مدنية أخرى، وأضافت أن روسيا احتلت 80% من المواقع المدنية في مدينة شلتا. كما أشارت إلى أن أوكرانيا فقدت 198 شخصا، ولديها أكثر من ألف مصاب. واعتبرت السفيرة ما يحدث في أوكرانيا كارثة إنسانية كبرى، وقالت إن هذا لن يمر دون عقاب، داعية لفرض مزيد من العقوبات على روسيا وطردها من المجتمع المتحضر. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا أخرجت خطة الهجوم الروسية عن مسارها. وأضاف زيلينسكي -في كلمة مصورة- أن استعداد الشعب الأوكراني للدفاع عن أوكرانيا أحبط ما سماه سيناريو الاحتلال، مؤكدا عدم استعداد مواطنيه لتسليم بلادهم لأي أحد. وقال شهود من رويترز في كييف إن انفجارات وقعت بين الحين والآخر في المدينة مساء السبت، لكن لم يتضح بالضبط مصدرها. وتعرّضت المدينة ومدن أخرى للقصف بالمدفعية الروسية وصواريخ كروز. وقال مسؤول دفاعي أميركي -اليوم السبت- إن القوات الأوكرانية تبدي "مقاومة شديدة للغاية" للغزو الروسي من 3 محاور، وهو ما أدى إلى فرار مئات الآلاف من الأوكرانيين غربا باتجاه الاتحاد الأوروبي، وانسداد الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية الرئيسية. وكانت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية أعلنت سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل من الجيش الروسي، وناشدت الصليب الأحمر التدخل لنقل القتلى. وفي وقت لاحق، قال أوليسكي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إن هجوم القوات الروسية على كييف لا يحقق تقدما، وإن نحو 3500 جندي روسي سقطوا بين قتيل وجريح منذ بداية الغزو يوم الخميس. وأضاف "ننزل ضربات بالعدو في محيط كييف. العدو لا يتحرك الآن". وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الأوامر صدرت لكل وحداتها المقاتلة في أوكرانيا، بشن هجومٍ واسع النطاق على جميع المحاور. دعم غربي من جهة ثانية، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن الرئيس جو بايدن منح تفويضا بتوفير مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 350 مليون دولار، من مخزون البنتاغون العسكري. وأوضح كيربي أن المساعدات الإضافية تتضمن مضادات للدروع وأسلحة خفيفة وذخائر ودروعا للأفراد، لدعم القوات الأوكرانية على الخطوط الأمامية في مواجهة هجوم روسيا غير المبرر، وفق تعبيره. وأضاف كيربي أن المساعدات الإضافية ترفع قيمة إجمالي ما وفرته الولاياتالمتحدةلأوكرانيا خلال عام من الدعم العسكري إلى مليار دولار. في السياق،، قال قصر الإليزيه -أمس السبت- إن فرنسا سترسل أسلحة دفاعية ووقودا إلى أوكرانيا، مضيفا أن باريس ستتحرك أيضا ضد وسائل الإعلام الروسية التي تبث معلومات مضللة عن الحرب في أوكرانيا. ويعقد وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا عبر الفيديو اليوم الأحد، لتعزيز الدعم العسكري للقوات الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي، وفق ما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت. وكتب بوريل على تويتر "سأقترح رزمة من إجراءات المساعدة العاجلة للقوات المسلحة الأوكرانية، بهدف دعمها في معركتها البطولية". وأجازت برلين السبت تسليم كييف ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، و500 صاروخ أرض جو من طراز ستينغر، ومدافع هاوتزر. كذلك، أعلنت بلجيكا وهولندا وفرنسا والتشيك تسليم أسلحة ووقود للقوات الأوكرانية. وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال -على تويتر- إن "الدفاع الأوروبي يتحرك لدعم أوكرانيا، سنسهل تسليم المساعدة العسكرية". وطالبت اليونان روسيا السبت بوقف هجماتها الجوية على أوكرانيا، متهمة إياها ب"قتل" ما لا يقل عن 10 أوكرانيين من أصل يوناني. وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان "ندعو روسيا الاتحادية إلى الوقف الفوري لغاراتها الجوية وجميع ما تقوم به ضد المدنيين". بدوره، دعا رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي -في مقابلة مع صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية- إلى مضاعفة الإنفاق الدفاعي في أوروبا، معربا عن خشيته من أن تشنّ روسيا هجوما على بولندا أو فنلندا أو دول البلطيق. وقال مورافيتسكي في المقابلة التي نشرتها أيضا مجموعة "فنك ميديا" الألمانية، إنه "علينا افتراض أن بوتين سيرغب في توسيع نطاق سياسته العدوانية، أي (توسيع) غزوه. لقد بدأ بجورجيا، والآن أوكرانيا، والهدف التالي قد يكون دول البلطيق أو بولندا أو فنلندا أو دولا أخرى على الجانب الشرقي". وأضاف الزعيم البولندي "نحن بحاجة إلى جيش أوروبي قوي"، مقدّرا أنه "يجب مضاعفة الإنفاق الدفاعي في أوروبا". نزوح وأعلنت رئاسة الحكومة البولندية أن عدد الذين عبروا من أوكرانيا إلى بولندا يزيد على 45 ألف شخص، وأوضحت أنها قامت بتجهيز مراكز إيواء وتوفير بعض المساعدات الأساسية. وكانت الحكومة البولندية قد توقعت في وقت سابق وصول 30 ألف لاجئ يوميا إلى أراضيها، فارين من الحرب في أوكرانيا. كما عبّر الصليب الأحمر من جانبه عن قلقه من تطورات الأوضاع في أوكرانيا وما وصفه بالسيناريو الأسوأ، وطالب أطراف النزاع بالالتزام بالقانون الدولي في ما يخص ضمان حماية المدنيين. وحث الصليب الأحمر على تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة ذات التأثير الواسع في المناطق المأهولة بالسكان، وتجنب وضع أهداف عسكرية داخل هذه المناطق أو بالقرب منها.