بالرغم من أن قادة انقلاب 25 اكتوبر برروا لقيامهم بالانقضاض على السلطة المدنية بالتفلت الأمني الذي إنتشر في السودان وخاصة العاصمة الخرطوم إلا أن وعدهم بتحقيق الأمن وبث الطمأنينة ذهب أدراج الرياح ، فعادت عصابات النهب (9) طويلة لتسيطر على الطرقات وتقلق المارة لتتحول المعركة بينهم والمواطنين معركة ضارية لأن الأهالي لم يجدوا من يحرسهم لتنتشر الظاهرة بشكل واسع نتيجة تماطل السلطات في مداهمة أوكار المجرمين ومنصات انطلاقهم. وفي السياق ذاته لم تكتف السلطات بملاحقة المتظاهرين السلميين وحملات التجريد الواسعة التي تقوم بها القوات بعد كل موكب والتي تصل ذروتها بنهب هواتف المواطنين ، لم تكتف بذلك بل وصل الأمر إلى مداهمات لمنازل النشطاء. وقالت هيئة محامي دارفور، إن منازل بعض أعضاءها في العاصمة الخرطوم، تعرضت لمداهمات من عناصر مسلحة تستغل سيارات دفع رباعي. وتعمل الهيئة الحقوقية على تقديم خدمات قانونية، ضمن محامو الطوارئ، للمعتقلين السياسيين مجانًا، كما تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان وكشف الانتهاكات. وقالت الهيئة، في بيان أول أمس إن "منازل بعض أعضاءها بشرق النيل تعرضت للمراقبة ومداهمات بواسطة عناصر مسلحة تستغل عدة مركبات دفع رفاعي".وكشفت عن اقتحام منزل العضو فيها ومحامو الطوارئ، عبد المالك موسى، بالحاج يوسف ثلاث مرات الأسبوع الفائت وإرهاب والدته المسنة. وفي مارس المنصرم، لاحقت عناصر نظامية على متن سيارات عسكرية، نائبة رئيس هيئة محامي دارفور نفيسة حجر، كما تعرضت للتهديد. وأدانت الهيئة التهديدات المتواصلة بحق عضويتها، وقال أنها تحمل المسؤولية للنظام الحاكم ولن توقف أنشطتها. وأضافت أن ما يحدث لأعضاء الهيئة وغيرهم بخاصة لجان المقاومة من ملاحقات واعتقالات مستمرة مصحوبة بإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تكشف عن عدم جدية تصريح البرهان بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وفي السياق ذاته كشف نائب المدير العام للتطوير المؤسس د عماد مأمون عابدين عن إقتحام أربعة تاتشرات وعربات لا تحمل لوحات بقوة مسلحة بزي مدني وملثمين منزله عند الساعة الثانية صباحاً لا يحملون اذناً من النيابة ورفضوا ابراز هوياتهم، ودخلوا المنزل عبر تسلق السور ، وبعد أن عبثوا بمحتويات المنزل، ونسبة لصراخ الأطفال جاء احد الجيران ليسأل فقاموا باعتقاله ولا نعرف مصيره حتى الآن، مما أحدثت رعباً وذعراً وسط ابنائه ،ولفت الى انه كان خارج المنزل واتصل به احد ابنائه هاتفياً وأبلغه بالحادثة، وقال ل"الجريدة" عندما اتصل بي ابني أثناء وجودهم بالمنزل تحركت منزعجاً إليهم وفي طريقي مررت بقسم 6 ابوسعد وطلبت من الضابط ان يرافقني بقوة للتأكد من أن المسلحين هم جهة رسمية ولكنه اعتذر فيما بدا العجز والخوف واضحاً في تصرفات وردود ضابط الشرطة المناوب، واضاف: نصحني الضابط بأن اذهب لرئاسة جهاز الأمن ، واجتهد في وصف مكانهم بالرغم من اني في ظرف طارئ وعاجل وخطير، وأضاف أنا بصدد تقديم شكوى ضد الضابط المناوب لتقاعسه عن أداء واجبه ، وذكر بأن بنته عندما وجهت بسؤال لاحد الملثمين وقالت لهم انتوا عايزين تودوه وين؟ رد عليها بكل وقاحة… عايزين نغطس حجره، بعضهم كان يتعامل بشكل طيب وأكد على أن محاولات التخويف والترهيب لن تخدم الانقلابيين في شيء، وان الإنقاذ قد عادت بكل قبحها وقذارتها. وكشفت لجان مقاومة الديوم الشرقية عن مداهمة قوة مشتركة لمنزل بالحي، واعتقالها للأخوين ( معتصم محمد ، عقبة محمد) من داخل منزلهم بمنطقة الديوم الشرقية، وأوضحت لجان المقاومة أن قوات تتبع لمليشيات الاحتلال الانقلابية قامت بمحاصرة المنزل ب(تاتشر وبوكس ميتسوبيشي)، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة ثم اقتحمت القوات المنزل وقامت باختطاف الثائرين. الجريدة