إن من ينظر الى الوضع السياسي الراهن يلاحظ بان هنالك ثلاث قوى فاعلة في الساحة السياحة.. لجنة البشير الأمنية بقيادة البرهان مع ما تشملها من القوى المرتزقة لجبريل ومناوي + الدعم السريع+ مالك عقار . لجان المقاومة الشعبية وهي القوه الحقيقية الضاغطة والمؤثرة في المشهد السوداني وهي قيادة أفقية تفتقد الى قيادة راسية ذات خبرة وتماسك. الأحزاب التقليدية الانتهازية وهي ليست ذات تاثير في الساحة بقدر ما لها أبواق دعائية في وسائل الاعلام . والمشلكة ان هذه الاحزاب ليست لها أهداف وبرامج واضحة للسودان كوطن جامع ولكن لها أهداف آنية سريعة وهي الكراسي وليس غيرها، لذا دائما ما نراها وهي تحاول أن تخلط الاوراق ما بين اللجان الثورية والسلطة الحاكمة .. لذا كلما ضغطت المقاومة على الارض لسلطة الانقلاب فبدل أن تقف الاحزاب مع المقاومة وتزيد من مقاومتها للسلطة نراهم يهرعون ويتقربون من سلطات الانقلاب لأن هدفهم واحد وهو اقتسام السلطة مع الانقلاب لأن السلطة في السودان مغرية جدا لانها دولة فساد بامتياز فمن يملك السلطة في السودان يغنى بين ليلة وضحاها ولا من حسيب أو رقيب. فالسودان يفتقد الى قوانين رادعة ونافذة لكل من يخرق القانون .. وإجبار سلطة الانقلاب للتنازل عن السلطة يتطلب توحيد المبادرات الكثيرة التي تعج بها الساحة السياسية في السودان وجعلها مبادرة واحدة يلتف حولها الجميع .. أما كثرة هذه المبادرات فانما تدل على ان السودانيين ليسوا على قلب رجل واحد وهذا ما يشتت افكارهم عن الهدف المنشود .. لذا يجب على هذه الاحزاب التفاكر والتشاور حول مبادرة واحده يجمعهم مع لجان المقاومة ويضعوا أياديهم معها ضد سلطة الانقلاب .. فاذا توحدت الاهداف والرؤى للاحزاب مع ما تطالب بها المقاومة لرحل العسكر والذين يلتفون حوله من المرتزقه من تلقاء انفسهم ودون اراقة اي دماء أو دون ان يطلب منهم أحد ذلك .. فالطامة الآن على الأحزاب الذين يحاولون في خلط الاوراق وعمل البلبلة للجان المقاومة فهم الذين يعرقلون عملية التحول الديمقراطي في السودان باستعجالهم لقطف ثمار لجان المقاومة قبل أوانها، فهلاّ ثريثوا قليلا حتى تنجلي غبار المعركة .. سبحان الله يضع سره في اضعف خلقه!!! . فهؤلاء المرتزقة كانوا في اضعف حالاتهم في دول الجوار بعد أن فقدوا أرضيتهم التي كانوا عليها، فجاءهم الفرج من حيث لا يشعرون .. أسقطت الثوار حكومة البشير فجاءوا من كل فج عميق لاقتسام السلطة والامتيازات كل حسب قوته .. فما ان وجدوا السلطة والثروة حتى نسوا ما كانوا يقاتلون من أجلها وباعوا قضيتهم ووضعوا ايديهم مع توابع حكومة الانقاذ التي كانت تبيد مدنهم وقراهم .. والآن هم ينعمون بالسلطة والجاه وعلى الجانب الآخر ما زالت دارفور تنزف حتى الرمق الاخير دون اسعافات اولية للوصول بها الى غرفة العمليات ..