قالت منسقية النازحين إن مليشيات مسلحة قتلت، الأربعاء، النازح عبدالرحمن عبدالمجيد بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، ونهبت سيارته. ويشهد إقليم دارفور نوعا من الفراغ الأمني خصوصا بعد إنهاء مهمة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الإقليم إثر توقيع اتفاق سلام بين الفصائل المسلحة والحكومة المركزية عام 2020. وتوسعت في الآونة الأخيرة أنشطة المليشيات المسلحة التي تمارس جرائم القتل والاغتصاب والنهب في وقت تعجز فيه السلطات الأمنية عن وضع حد لها، حيث لم يحدث أن ألقت القبض على أي منهم أو قدمت أحدا إلى العدالة. وقال الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال، في بيان حصلت عليه (الديمقراطي)، إن "مليشيات مسلحة قتلت النازح عبدالرحمن عبدالمجيد عبدالله (40 عاماً)، وهو يسكن معسكر عطاش سنتر 1، بمدينة نيالا ولاية جنوب دارفور، بجانب نهب سيارته". وأشار إلى أن الحادث وقع في منطقة «اندر» في الطريق الرابط بين دمة ومدينة نيالا، حيث استأجر اثنان من الجناة سيارته من دمة إلى نيالا وقالوا له إن لديهم امرأة في حالة ولادة بمنطقة اندر. وأضاف: "عندما تحركوا ووصلوا منطقة اندر ظهر شخص يمتطي دراجة نارية، وهدد الضحية ومن ثم قاموا بإطلاق الأعيرة النارية ما أدى الى قتله في الحال وانزلوا جثته من السيارة، وهربوا بسيارته الى نيالا، وتم نقل جثمان القتيل إلى معسكر عطاش وتشييعه الى مقابر معسكر عطاش بعد صلاة المغرب". وتحدث رجال عن أن الوضع الأمني في دارفور، ما زال يشكل خطراً دائماً على حياة جميع النازحين والمدنيين في دارفور، والمليشيات تنشط وترتكب الانتهاكات الفظيعة بصورة دائمة ويومية ممثلة في جرائم؛ القتل والاغتصاب والنهب والحرق والتشريد، حتى داخل المدن الكبيرة يتم قتل المواطنين العزل بطريقة مروعة ومؤسفة. ويعاني إقليم دارفور من اضطرابات أمنية وصراعات قبلية تغذيها المليشيات ذات التسليح العالي، ما يزيد عدد ضحايا المجازر، بينما تُلاحق قوات الدعم السريع اتهامات بدعم هذه المليشيات المنفلتة. وشهدت ولاية غرب دارفور خلال أبريل ويونيو انتهاكات إنسانية واسعة قُتل فيها أكثر من 300 شخص، في كل من كرينك، وجبل مون وكلبس، خلال هجمات لمسلحين بعضهم يرتدي زي الدعم السريع. وتحدثت الأممالمتحدة عن أن الهجوم على المدنيين في بلدة كلبس والقرى المجاورة في غرب دارفور بين 6 و 11 يونيو، خلّف 125 قتيلاً على الأقل، بينهم خمسة أطفال وأكثر من 100 جريح، و 33 ألف نازح. وقالت (هيومن رايتس ووتش) إن العنف في كلبس يتبع أنماط الهجمات على المدنيين من قبل مليشيات عربية مدججة بالسلاح بين 22 و 24 أبريل في بلدة كرينك بغرب دارفور، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 165 شخصًا وتشريد 98 ألفًا وتدمير بنية تحتية مدنية كبيرة.