● تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية الزيارة التي قام بها وفد من المستثمرين السعوديين إلى دارفور، وما يحملونه من مشروعات إستثمارية فى مختلف المجالات كما يقولون ، وعليه فإن القيادة العامة لقوات حركة/جيش تحرير السودان تؤكد الآتي: ■ إن هذه الزيارة مرفوضة جملةً وتفصيلاً، وهي إستفزاز صريح لضحايا النظام البائد ، وهي محاولة دنيئة للإستيلاء على أراضي وثروات أصحاب الأرض "الأصليين" الذين تعرضوا لجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ، والملايين منهم تم تشريدهم إلى مخيمات النزوح واللجوء ، وأن ما يدعونه من مشاريع إستثمارية ما هو إلا تضليل وغطاء لشرعنة وإقرار مخططات التغيير الديمغرافي وإكمال مسلسل الإستيلاء على الأرض ، ومثل هذه المشاريع تحتاج إلى وجود سلام حقيقي على أرض الواقع وليس سلام على الورق ، والسلام يبدأ بالأمن أولاً على الأرض ، ونزع سلاح المليشيات الحكومية "الجنجويد"وطرد المستوطنين من حواكير المواطنين الذين تم تشريدهم إلى المعسكرات ، والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين وتعويضهم فردياً وجماعياً ومعنوياً ، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، ومحاكمة كافة المجرمين ، ثم مخاطبة جذور الأزمة التأريخية ، ولماذا هنالك حروبات في السودان؟ ، ولماذا تمت إبادة هؤلاء واستخدم ضدهم الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ؟ ولماذا هم في معسكرات النازحين واللاجئين؟ . ولماذا تتم إقامة مشاريع إستثمارية وسياحة في أراضيهم وهم في المعسكرات؟! ، فإن المشاريع التنموية والسياحية والإستثمارية تأتي في المرحلة الثالثة في عملية بناء السلام. ■ إن الحركة قد أعلنت وقفاً للعدائيات من جانب واحد وجددته مراراً لإتاحة الفرصة لإنتصار ثورة الشعب السوداني السلمية الظافرة ، وليس لأجل تمرير مثل هذه المخططات التي سوف تجد منا كافة أشكال الرفض والمقاومة ، فإن مثل هذه المشاريع والرحلات السياحية إلي مناطق نيرتتي وقلول وكورني وكوجو وتادو وكينقا وكورقي وتولي وكورو ووديو وبوروقا ولاقي وكسارة ومرتجلو وموني وبلدونق ، وغيرها من عشرات المناطق السياحية والتاريخية التي تم تشريد مواطنيها إلى معسكرات النازحين واللاجئين ، نعتبرها إستفزازاً وإهانة لهؤلاء الضحايا والمشردين وشرعنة لإحتلال أراضيهم وفرض سياسة الأمر الواقع. ■ نحذر هؤلاء المستثمرين ومن يقف خلفهم من مغبة اللعب بالنار ، فإن هذه الأرض هي ملك لأصحابها منذ آلاف السنين ، وقبل أن تكون هنالك دولة اسمها السودان ، وعليهم وقف هذه المخططات وعدم المضي قدماً في تنفيذها ، وتجنيب دارفور والسودان حروباً مدمرة لا تبقي ولا تذر ، ولن نتسامح مطلقاً مع محاولات الإستيلاء علي موارد وثروات وأراضي شعبنا تحت حِيّل ومسميات المشاريع الإستثمارية والسياحية ، ولن تنطلي علينا هذه الأجندة الشريرة ، وكل من يتجرأ لا يلومن إلا نفسه ، ولا عذر لمن أنذر .