دخل اعتصام معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور يومه التاسع، على التوالي، احتجاجاً على تردي الأوضاع الأمنية وتمدد انتهاكات المليشيات المسلحة المنفلتة ضد المواطنين. ويتمسك النازحون باستمرار الاعتصام لحين تحقيق كافة مطالبهم المرفوعة لسلطات شمال دارفور، بينما وجد الاعتصام تضامناً واسعاً من منظمات المجتمع المدني والأجسام الحقوقية. وأعلنت "كتلة النازحين واللاجئين" في بيان تلقته (الديمقراطي) الاثنين، عن تضامنها الكامل واللامحدود مع اعتصام نازحي معسكر زمزم، والذي دخل في أسبوعه الثاني. وأشار البيان إلى التأكيد على مشروعية مطالب النازحين المعتصمين المتمثلة في "توفير الأمن والحماية اللازمة، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس بشكل يومي، من قتل واعتداءات وتشريد، وحرق للقرى ونهب الممتلكات والانفلات الأمني في الطرقات". وطالبت "كتلة النازحين واللاجئين" في بيانها الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم دارفور وحكومة ولاية شمال دارفور بأجهزتها المختلفة، بالتدخل العاجل والاستجابة لمطالب معتصمي ونازحي "معسكر زمزم" وإيقاف كل الجرائم المرتكبة ضد المدنيين العزل. وأضاف: "نناشد أيضا المنظمات الوطنية والدولية والإقليمية، لتقديم العون الإنساني للنازحين، خاصة ما يتعلق بالاحتياجات الطبية". وكان معتصمو معسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور، اقاموا صلاة الجمعة الماضية في ساحة الاعتصام بمشاركة جمع كبير من مواطني أحياء مدينة الفاشر وقرية هشاشة القريبة من مكان الاعتصام. هجمات المليشيات وكان معسكر زمزم للنازحين القريب من مدينة الفاشر شهد هجمات متكررة من المليشيات المسلحة، راح ضحيتها عدد من الأشخاص، وتقدم المعتصمون بمذكرة حوت 15 مطلباً، على رأسها "القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، ونشر قوات مشتركة لحماية النازحين، وتنفيذ كافة بنود اتفاقية سلام جوبا، بجانب اقالة المدير التنفيذي لمعسكر زمزم، وزيارة والى الولاية إلى المعسكر والوقوف على أوضاع النازحين". يعاني إقليم دارفور من اضطرابات أمنية وصراعات قبلية تغذيها المليشيات ذات التسليح العالي، ما يزيد عدد الضحايا، بينما تُلاحق قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير ب "حميدتي" اتهامات بدعم هذه المليشيات المنفلتة. وتوسعت في الآونة الأخيرة أنشطة المليشيات المسلحة التي تمارس جرائم القتل والاغتصاب والنهب، في دارفور، بينما تعجز السلطات الأمنية عن وضع حد لها، بالقبض على المتورطين وتقديمهم إلى العدالة. وكانت مليشيات مسلحة يرتدي بعضها زي قوات الدعم السريع هاجمت في الأسبوع الأخير من شهر أبريل الماضي محلية كرينيك بولاية غرب دارفور، على مدى يومين ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص بينهم أطفال ونساء ومسنين، كما قام المهاجمون بإحراق منازل ومركز شرطة ومستشفى وسوق، ونهبوا بعض مؤن المدينة وممتلكات مواطنيها.