مشكلة السياسي السوداني مشكلة عويصة مثلا على ذلك حالة الإصرار على طرح فكرهم القديم الى درجة تصل الى بئس الذنب والغريب الكل يعتقد أن الأمور سوف تصفى لصالحه رغم أن كل الظروف والمؤشرات تقول غير ذلك. شباب ثورة ديسمبر بمستوى وعيهم الذي فاجاء الجيل القديم وسببه أن هناك طفرة في تكنلوجيا الاتصال أتاحت لهم إرتفاع مستوى وعي يفوق تجربة الجيل الفاشل. طرح شعار ثورة ديسمبر حرية سلام وعدالة من جيل مستوى وعيه يعتبر طفرة جهجه مسيرة النخب الفاشلة وخاصة بأنها كانت خالية الوفاض فيما يتعلق بتنزيل مفهوم الحرية والسلام والعدالة. من الملاحظات المهمة جدا في تطور الفكر الفجائي الذي يشابه طفرة جيل ديسمبر وثورته المجيدة مثلا عندما أحست البرجوازية الصغيرة وأرباب العمل والارستقراطية بدورهم المهم في ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية وكان ذلك نتاج للثورة الصناعية وقد مرت على شروقها خمسة عقود مما أدى لتحول في المفاهيم أجبر الارستقراطية الى قبول فكرة المسؤولية الاجتماعية وقد تطورت الى أن وصلت الى مستوى الضمان الاجتماعي أو فكرة الحد الأدنى للدخل للعاطلين عن العمل. هذا الإرتفاع في مستوى الوعي لدى الارستقراطية والبرجوازية الصغيرة وتحول مفاهيمهما الهائل في قبول فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد يقابله إرتفاع مستوى وعي جيل ثورة ديسمبر بسبب تكنولوجيا الاتصالات وطرحه لشعار ثورة ديسمبر وهذا الجيل الصاعد سوف يكون أساس طبقات صاعدة لم يصادف أن يكون مثقفه العضوي من أتباع الأحزاب السودانية القديمة بطرحها الطائفي والسلفي بإختصار أي أتباع المرشد ومولانا والامام والسلفيين وكذلك أتباع الايديولوجيات المتحجرة. جيل ثورة ديسمبر لم يكن مثقفه العضوي من أتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب أو أتباع الأيدولوجيات المتحجرة ولهذا السبب كان هذا التأخر في إنزال وأنجاج شعار ثورة ديسمبر على أرض الواقع. والمضحك ينتظر أتباع الامام ومولانا وأتباع المرشد كل على طريقته أن يكون له دور بل يعتقد وهو واهم بأنه هو من يفوز بثورة ديسمبر كغنيمة ومثل أتباع المرشد ومولانا والامام لا يؤرقهم الانتظار لأنهم أسيري أنساق ثقافية مضمرة مثل انتظار المهدي والمسيح تساعدهم هذه الانساق في إجادة دور الانتظار. بإمكانهم الانتظار لقرون كانتظارهم لمهديهم ومسيحهم وختمهم وهذه أسرار الانساق الثقافية المضمرة أي لماذا ينتظر السياسي السوداني انتظار الموتى دون يقدم حل كحالهم الأن دون تحقيق جسم معارض موحد لاسقاط أفشل إنقلاب أي إنقلاب البرهان الفاشل؟ . لأنه أي السياسي السوداني أسير فكر أتباع أحزاب وحل الفكر الديني. ولا يختلف الشيوعي السوداني عن أتباع وحل الفكر الديني لأن الماركسية نفسها ما هي إلا ما أنطبع في لا شعور ماركس من مسيحية القرون الوسطى وفكرة انتظار المخلص ولهذا قد جاءت الماركسية والهيغلية لاهوتية غائية دينية لا تختلف عن الفكر الديني في شئ عندما ركّزت على إضطراد العقل والتاريخ بدلا من إفتراض أخلاقية الفرد وعقلانيته. لهذا لا يهم الشيوعي السوداني تبديد الزمن كما رأينا كيف كان كل همهم إسقاط حكومة الفترة الانتقالية بقيادة حمدوك ولا يهمهم على أي مصيبة سينفتح الباب على مصرعيه كما إنفتح على إنقلاب البرهان الفاشل لأن الشيوعي السوداني له مسيحه الكامن في آداب ماركسية ماركس وكما لأتباع وحل الفكر الديني في السودان مهديهم وختمهم كذلك للشيوعي السوداني مسيحه الأتي من غياهب لاهوتية وغائية ودينية الماركسية. ويعتقد الشيوعي السوداني أن انتظاره وتبديد الزمن سيفتح على نهاية التاريخ وانتهاء الصراع الطبقي وبالتالي سيكون فوزه هو الأرجح وهذه مصيبة السياسي السوداني أسير الانساق الثقافية المضمرة ومنها فكرة انتظار المهدي والمسيح ويمكن أن تضيف عليها إنتظار ماركس نفسه كمسيح مقلد للمسيح عندما قال تعالوا الى يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال أني أريحكم فكذلك كانت ماركسية ماركس تعتقد أنها ستحل مشكلة البروليتارية وهم ما يقابل المتعبين وثقيلي الأحمال كما في نداء المسيح. ولهذا لا يختلف الشيوعي السوداني في انتظاره لماركس كمسيح عن انتظار أتباع وحل الفكر الديني للمهدي والامام وبالتالي يصبح ماركس للشيوعي السوداني كمرقس صاحب إنجيل مرقس عند المسيحي وبالتالي ماركسية الشيوعيى السوداني ماهي إلا انجيل مرقس لمنتظري المسيح وعودته وما أكثر منتظري المسيحي في المجتمعات التقليدية. المهم في الأمر مسألة انتظار السياسيين السودانيين وتبديد الزمن وإهداره لا يعني لهم شئ لهذا يتخفون تحت ظلال الانتظار وما يساعدهم هي أنساقهم الثقافية المضمرة التي تحدد سلوكهم وقد فضحتهم ثورة ديسمبر وشعاراتها حيث لم تصادف شعاراتها غير كساد فكرهم الذي لا يعرف فكر يؤسس للحرية والسلام والعدالة. حالة إجادة الانتظار من قبل السياسي السوداني لكي يفرض نفسه نجدها في ماضي الحرية والتغيير عندما كانت حاضنة لحمدوك حيث انتظرت أكثر من ثلاثة شهور دون تعطي حمدوك برنامج وبعدها عندما وصل الصبر حده عند الشعب كانت المحاصصة القبيحة وسياسة وضع اليد على السلطة والآن يريد السياسي السوداني تكرار نفس المرض عندما يحصد الموت شباب يانع كالورد في سبيل تحقيق الحرية والسلام والعدالة يأتي السياسي عديم الضمير لكي يمارس خيبته التي تتمثل في المحاصصة والتكالب على السلطة كما كان أيام حمدوك. ولا يهمهم أن شباب يستحق الحياة كشهداء الثورة قد دفع من الدم والعرق والدموع ما يجعل ميت الشعور يحس بالمسؤولية الاجتماعية ولكن هل يجدي ذلك نفعا مع سياسي سوداني لم ينتصر يوما للحياة؟ لأنه أسير تاريخ خوف لم يساعد على كشف تاريخ الذهنيات حيث تتقدم عبره الشخصية التاريخية التي تفارق وتعاكس العقل الجمعي للمجتمع التقليدي وتؤسس لتاريخ جديد يشمل الانسان التاريخي والانسانية التاريخية ويرسخ لنزعة انسانية تفتح على مجد العقلانية وإبداع العقل البشري ولا يكون ذلك في ظل نخب ما زالت منتظرة للمسيح والمهدي وماركس. الأنساق الثقافية المضمرة للسياسي السوداني ومن ضمنها حالة انتظارهم وكل منهم يظن بأن الأمور ستؤول له لكي يسطر ويهمن على الآخرين لا يمكن التخلص منها والتغلب عليها في ظل مثقف سوداني ما زال أسير تاريخ الخوف ولهذا تجدهم جميعا أتباع للمرشد والامام ومولانا أو أسيري فكر دين بشري أفشل من الأديان في جلب سلام العالم. إجادة النخب السودانية للانتظار كما انتظارها للمهدي والمسيح وماركس يجعل تفرض رأيها بعد نفاد صبر الشعب وبعدها تأتي للسلطة بمستوى وعي متدني للسياسي أسير تاريخ الخوف وفهم المجتمعات التقليدية للدين. وهذا ما يجعل خطابهم الباهت غير قادر على محق حيل الكيزان لأن الكيزان ما زالوا يقرأون في كتابات النخب السودانية التي تحاول فرض بديل لخطاب الكيزان الديني وما دروا بأن الشعب السوداني لا يحتاج لكهّان من كل شاكلة ولون بل يريد الشعب الحرية والسلام والعدالة ولا تكون هناك حرية ولا سلام ولا عدالة في ظل أي خطاب ديني أي ديني. لأن مسألة الدين قد أصبحت شأن فردي في ظل العقد الاجتماعي الذي يؤكد بأن الخطاب الديني أي دين خطر على الحريات وأن في ظل الخطاب الديني أي دين لا يمكنك ان تتحدث فيه عن التسامح في ظله مهما كذب رجال الدين وما كذبهم إلا من أجل الكسب الرخيص ولا يوقفهم في حدهم غير نشدان قيم الجمهورية وهي قيم التشريع والقوانيين التي تتحدث عن مجد العقلانية وابداع العقل البشري. وهي القيم التي قد وضعت الانسان في مركز الكون أي أنها تتحدث عن تأليه الانسان وأنسنة الأله ولا يمكن للسياسي السوداني أن يصل لمستوى وعيها وهو أسير تاريخ الخوف المرضي الذي جعل رحم السياسة السودانية عقيم ولم ينجب حتى اللحظة شخصية تاريخية تتجاوز العقل الجمعي التقليدي وتؤسس لعقل جديد وفكر جديد كما فعل مارتن لوثر وجون كالفن عندما تحديا التراث اليهودي المسيحي المتراكم على مدى ثلاثة ألف سنة. لهذا نقول لنخب عقل الخوف المرضي إن الشعب لا يريد خطاب ديني بديلا لخطاب الكيزان وبالتالي نحن لا ننتظر معكم لا مهدي ولا مسيح ولا ماركس ولاهوته نحن الشعب السوداني نعتمد على ضمير الوجود وتجربة الانسان وفقا لعقلنا البشري بعيدا عن كذب رجال الدين من كل شاكلة ولون يريد الشعب السوداني أن يؤمن السياسي السوداني بأن أي فرد من الشعب السوداني عاقل وأخلاقي ولا يريد غير ترسيخ مفهوم الدولة الحديثة وعلاقة الفرد مع الدولة وبالتالي تصبح السلطة بالمفهوم الحديث مصدرها الشعب في زمن لم يعد بالامكان تحقيق فكرة الدولة الارادة الألهية. وبالتالي لا ينتظر الشعب نجاح من أتباع الامام والمرشد ومولانا ومهما تأخروا وعطلوا توحيد الجسم المعارض لن ينتظرهم الشعب لأن فكرهم كعملة أهل الكهف لا تشتري شئ من زمننا الذي ينتصر للفرد والعقل والحرية زمن الهوية الفردية أي الفرد الذي لا ينتظر لا مهدي ولا مسيح ولا ماركس من قبل دين بشري بل يتبع مسيرة الانسانية رغم أنها تراجيدية ومأساوية إلا أنها منفتحة على اللا نهاية ولا يختمها لا مهدي ولا مسيح ولا ماركس أنها متوجة بالتاريخ الذي لا يتوج اي التاريخ المنفتح على اللا نهاية ولا يقدر على فهمها غير الذي يؤمن بالانسان التاريخي والانسانية التاريخية. جاء الوقت الدي سيودع فيه الشعب السوداني تاريخ الخوف المرضي ويؤسس لتاريخ الذهنيات الذي يفارق العقل الجمعي لمجتمع سوداني تقليدي للغاية وبفضل جيل ثورة ديسمبر سوف تعبر مسيرة ثورة ديسمبر مع مسيرة الانسانية رغم انها تراجيدية ومأساوية.