أيها الاحزاب، لمذا تُصَغِّرون انفسكم أمام هذا الجيل وبقية الشعب السوداني، أنتم تعلمون أن ما يجمعكم هو أكثر بكثير عن ما يفرِّقكم، فهل يسعدكم الانتصار على أحد الفرق الموالية لكم على حساب الوطن؟. لماذا تتمنّعون من أن تكونوا كثرة "ابقوا كتار" على قول الشفّاتة والكنداكات، "فاسمعوا إلى قوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) و قوله تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" صدق الله العظيم. وقال الشاعر : تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً … وإذا افترقَنّ تكسّرتْ آحادا " ، لماذا لا تسعون إلى الزعامة والحكمة لكي تُسجّل ناصعة في صفحات تاريخكم . فإذا شابت برامج او رؤى أحدكم الاخطاء ، فلا عيب في أن تناصحوا وتتشاوروا وتتّفقوا بدون مناكفة في شأن الوطن العزيز . إن العمل على استغلال المقاومة لأي من الأحزاب، يدعوا لشق الصف وإضعاف وافشال مهامها الكبيرة والمهمة، فبالتحزّب هذا نرجع لنفس دائرة الأحزاب بتناقضاتها واختلافاتها. وفتح المجال لاعداء الثورة والتحول الديمقراطي المنشود مما يدعوا للنفاذ واضعاف المجهودات الوطنية والثورية ثم الانقضاض عليها وهذا ما نراه ماثلًا الآن بعودة الكيزان جهاراً نهاراً. إنّكم مطالبون ومُلْزَمون بالتنازلات لمصلحة الوطن وترسيخ مبادئ السودان الجديد وابعاد شبح الزلل والوقوع في براثن الفشل المزمن . وأكيد كلكم وطنيون ومتفقون على إزالة الانقلاب وإزالة التمكين وإزالة الحرب وازالة الظلم والفقر والجوع ، ولكن الوطنية الحقة هي التي تؤكد وتؤيد شعار الحصة وطن ووحدة الكلمة والصف والتعالي على الجراح بعيداً عن "الحردان" وجعل الثوري الآخر هو الخصم اللدود ، عيب والله عيب ، إذا كنتم حقاً تعتبرون تضحيات الشباب الكبيرة الممهورة بالدماء الطاهرة وفقدان الاطراف والغياب القسري وعذابات الأسر الكريمة، تستحق الاحترام والتعظيم كما يستحقها الشعب السوداني المعَلِّم. أمّا بالنسبة لرجال المقاومة، فلا ضير في الانتماء الى حزبٍ ما فالاحزاب أساسية ولا ديمقراطية بدونها حتى في الفترة الانتقالية "قد أكون مخطئاً" مع ابعاد بعض برامجها الخاصة التي تتعارض مع رؤى او برامج أحزاب ثورية أخرى وتؤدِّي إلى المناكفة والزعل. فهلَّا نجد منكم من يطمح أن يكون قائداً ووطنّياً بما يكفي لترسيخ وتعميق الوحدة والإلفة ووتنحية الشقاق والخلاف بالحكمة والموعظة الحسنة ومراعاة المصلحة العامّة؟؟. [email protected]