لم يكرمني الزمان ولا المكان بالتعرف علي سيد المناضلين وحسام المرابطين المحامي الجسور وجدي صالح .. فمثل وجدي من تتمني لو أنه كان لك صديقاً أو رفيقاً، فبمثله تزدان صفحات معارفك وأصدقائك، ويعلو كعبك بصحبة الأخيار الأطهار. تعرفت ومثلي شعب السودان قاطبة علي وجدي صالح شهاباً رصدآ، حساماً قاطعاً، نقي المشهد والمخبر، نبيل الطلة والسمت .. نحيل البنية، صارم التقاطيع والتفاصيل .. جلي العبارة، مجيداً في لغته وحاداً عندما يتحدث عن الأبالسة .. وغاضباً ومغاضباً لما رأي من فسادهم وإجرامهم وسوء أخلاقهم وإنحطاط تربيتهم.. أكاد أجزم ولا أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن من أهم أسباب، التعجيل بإنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الكارثي الفشل، هو ما فعله وجدي صالح ورفاقة بالأبالسة في لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الإفك والفساد .. لقد جردهم وجدي ورفاقه الأبرار من ورقة توت ظنوا أنها تستر عوراتهم وتداري عوارهم.. واجههم بالأدلة والمستندات.. تلي علي مسامع العالم أجمع صحيفة خزيهم وعارهم وشنارهم .. لم يشتمهم بل وصفهم عندما قال أنهم لصوص وسراق .. لقد أوجعهم حد الصراخ، ولذلك أسروها له في نفوسهم المعطوبة.. لقد حاولوا ما إستطاعوا تلويث سمعته وإغتيال شخصيته، فقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر … وأرادوا أن يرموه بداءهم فزعموا انه فاسد وانه كنز المال كما فعلوا هم .. ولما خاب سعيهم وبارت تجارتهم ولم يصدقهم أحد، زعموا بأنه سرق " شاشة" !!! أطلقوا الرصاص تجاه منزله، تابعوه بسيارات دون لوحات لإخافته، فما لان أو إنكسر.. فمثله لا يهاب الموت في سبيل قضيته التي آمن بها، والثورة التي أوقد جذوتها ودافع عنها ضد العسكر ولاعقي بوتهم من تجار الحرب وبائعي الضمير والأرزقية الذين لا يدركون معني الوطن أو الوطنية… وقد رأيناهم وهم يغطون وجوههم خزياً وعاراً وجموع الثوار تطاردهم بالهتاف واللعنات أينما ساروا وحلوا.. أقول أن يذهب مدير شرطة العاصمة بنفسه لينتزع من وجدي في زنزانته "تلفون و مخدة وأدوية" يبين أثر هذا الثائر في نفوسهم، وكم الحقد الذي يعتمل في صدورهم ضد نقاءه وصفاءه الثوري .. لقد أوجعهم فأرادوا الإنتقام منه .. ومن جهلهم لم يدركوا أنهم زينوا صدره بنياشين العز والفخر، وأنه إزداد لمعاناً ومجداً. فإن سجنوه أو قتلوه أو صلبوه فلن يضيره ذلك في شئ .. فقد سجل إسمه في صحيفة المجد الوطني، وسيضاف في ذاكرة الأمة إلي أبرارها وأشرافها من الغر الميامين. أما سجانوه فحتماً ذاهبون، تافهون وهالكون تطاردهم اللعنات أحياءاً و أمواتاً .. ولن يذكرهم أحد، أما هو فسيظل شمساً ساطعة تنير طريق الحرية والنضال .. وحتماً إن الثورة التي بشر بها وعاش من أجلها لن تنطفئ نارها ولن يخبو أوارها حتي تبلغ غاياتها بإذن الله. [email protected]