أصبحنا لا نفرق بين الكيزان والشيوعيين ، فتطابق المواقف بينهما وصل مرحلة بعيدة ، وقد بدأ هذا التطابق مبكرا منذ ايام حكومة حمدوك ، حين رفض كلاهما السياسة الاقتصادية للحكومة الانتقالية واعتبروها سياسية البنك الدولي ، وصرخوا ضدها بشعارهما الشهير : (لن يحكمنا البنك الدولي). ثم تطابقت مواقفهما بالدعوة إلى إسقاط حكومة حمدوك ، وكانت مواكب الكيزان ومواكب الشيوعيين تخرج تحت هذا الشعار ، وقد مثل هذا التطابق في المواقف اكبر داعم للعسكر للشروع في وتنفيذ انقلابهم في 25 اكتوبر. لكي يتحلل من تطابق مواقفه الفاضحة مع الكيزان عمد الحزب الشيوعي الى تكوين تحالف الجذريين ، وأعلن في تكوينه انه يضم معه أسر الشهداء وحركة الحلو والضباط المفصولين ، غير ان كل هؤلاء اصدروا بيانات أعلنوا عدم انضمامهم للتحالف الجذري ، مما أظهر التحالف الجديد بانه واجهة تخفي للحزب الشيوعي ليس الا. هذا التخفي الشيوعي ليس جديدا ، فالشيوعيون يتخفون لازمان في الجامعات ، فبدل ان يطلقوا على تنظيمهم الجامعي تنظيم الطلاب الشيوعيين ، يطلقون عليه تنظيم الجبهة الديمقراطية!! . التطابق الشيوعي-الكيزاني ظهرا مؤخرا بصورة قوية في رفض الدستور الذي قدمته اللجنة التسييرية للمحامين كمقترح لدستور انتقالي ، ووصل هذا التطابق مرحلة ان هاجم الكيزان والفلول دار المحامين ، ودعمتهم الكوادر الشيوعية عبر الوسائط بتخذيل الثوار ولجان المقاومة من الدفاع عن الدار او عن اللجنة!!! . الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين الشيوعي اصدروا بيانات أكدوا فيها وقوفهم ضد اللجنة التسييرية للمحامين وضد دستورها ، ودعموا فيها (بصورة غير مباشرة) الهجوم الفلولي على دار اتحاد المحامين. في بيان للحزب الشيوعي صدر بالأمس الاربعاء ، رفض الحزب ما يقوم به المبعوث الخاص للأمم المتحدة فولكر واللجنة الثلاثية ، وهو موقف يتطابق تماما مع موقف الفلول ودعواتهم لطرد فولكر والثلاثية. تطابق الشيوعيون والكيزان بشكل مذهل حتى أصبح من الطبيعي ان نطلق عليهم (التحالف الشيكوزي) ، وليس خفيا ان هذا التحالف يقوم اساسا على الكراهية لقوى الحرية والتغيير. هذه الكراهية التي تسيطر على الفلول والشيوعيين تجاه قوى الحرية والتغيير ، تحولت من موقف سياسي إلى مرض نفسي ، يجعلهما لا يطيقان سماع اسم الحرية والتغيير ، ولا يدعمان اي مبادرة او خط او جهود تدعمها الحرية والتغيير حتى وإن كانت جهود دولية لا علاقة لقوى الحرية والتغيير بها. اليسار الشيوعي واليمين الكيزاني حكموا البلاد بالانقلابات واذاقوا الشعب مرارات الحكم الشمولي العسكري ، ويبدو أنهما يظنان ان هذا الشعب قد نسى ، هيهات ، هذا الشعب لا ينسى ولكن يؤجل لهما الحساب ليوم قريب ، اما الحرية والتغيير ومحامو السودان فهم قادرون على هزيمة الفلول والشيوعيين والكيزان والعسكر وكل المتأمرين على حلم الشعب السوداني في اقامة دولة مدنية ديمقراطية. [email protected]