ما زال جماعة المشروع الحضاري يكابرون ، ويغالطون الواقع المعاش ، وهم في غيهم سادرون ، فما زال الشعب السوداني يدفع حتى الآن ثمن تجربتهم المريرة التي أذاقوا فيها الشعب الويل ، وحولوا حياته إلى جحيم ، إلا أنهم يرون غير ذلك ، لأنهم ما كانوا يحسون بمعاناة المواطن وهمومه. تتحرّك ، هذه الأيام ، جماعات الهوس الديني حراكاً محموماً ، يتحيُّنون فرصة الوثوب إلى السلطة بأي وسيلة ، ولو باستغلال أقدس ما عند الشعب السوداني – الدين – والادعاء الزائف بالتمسك ب(الشريعة الإسلامية) ، ومحاولة خداع الشعب بأنهم هم الأحرص على (الدستور الإسلامي) مستغلّين حب هذا الشعب للدين. إنهم يسعون إلى استعادة فردوسهم المفقود ، وجنتهم التي أضاعوها بسوء نياتهم ، وسوء تصرفاتهم، وجرأتهم على الله بتشويه شريعته ودغمستها ، فقليل من الصدق ، يا هؤلاء يوجب عليكم الاعتراف بأنكم عجزتم، طيلة ثلاثين سنة عن تطبيق الشريعة ، حتى (المدغمس) منها ، على قول زعيمكم، ولا تعلمون ، لجهلكمو، أنَّ شعبنا قد كشف نفاقكم عندما أزعنتم للدستور العلماني الذي كتبه لكم العملاء ، والذي جعل من المسيحي نائباً لرئيس دولة المسلمين ، ذلك الدستور الذي فصلتم به بقعة عزيزة من أرضنا الحبيبة .. إننا لا نطالبكم بالكثير، بل بقليل من الاحترام لعقول أبناء هذا الشعب ، وقليل من التقديس لروح الإسلام ، التي تجلت في شعارات ثورة شباب ديسمبر الجسور : (الحرية والسلام والعدالة) ، إن كنتم صادقين في الحفاظ على وحدة وطننا، ووحدة ترابه . ألا تعلمون أن وعي الشعب قد ارتفع إلى مستوى يفوق الوصف؟ إذن ، فلتعلموا أن معرفة الشعب لمصلحته ، ومصلحة دينه ، قد ضيَّقت فرص خداعه بالدعوة الزائفة للحكم الإسلامي التي تتاجرون بها (على عينك يا تاجر) ، فلا تحاولوا أن ترهبوا الناس باسم الدين ، لإجبارهم على قبول تلك الأوهام البائرة.. ومهما يكن من الأمر ، فلا بدَّ لنا من الشجاعة في مواجهة هذه الجماعة التي تعيش حالة نفسية بائسة ، كي نسدَّ الطريق أمام هذه الخدعة التي لا تنطلي على أحد ، حتى يتداعى أبناء هذا الشعب للتفكير في سبل للبعث الديني الصحيح. لنوئد هذه الفتنة حتى لا تجرّ على بلادنا ، وعلى الإسلام ، شراً مستطيراً . [email protected]