(1) بمباركة مصرية ، تم التوقيع علي ما سمي بالاتفاق الاطاريء ، بين العسكر وبعض مكونات قوي اعلان الحرية والتغيير ، والذي ارتكز علي ثلاث اسس ، وهي المباديء العامة ، وقضايا ومهام الانتقال وهياكل السلطة الانتقالية ، واول ما يلفت الانتباه هو بعض الموقعين علي هكذا اطاريء اذ هم اصلا لم يكن لهم دورا تاريخي في مكافحة نظام الكيزان ، بل كانوا ضبابين ، مثل جماعة انصار السنة المحمدية ، الذي ما فتأ احد ابرز مشايخهم الشيخ محمد مصطفي عبدالقادر يسخر ويضحك ويتندر علي الثوار والمتظاهرين في خطب يوم الجمعة ، علاوة علي ان الجماعة السلفية اصلا لا ناقة لها ولا جمل في قضايا الثورة ومناهضة حكم الكيزان وبناء الدولة الحديثة والانتقال الديمقراطي وحقوق الانسان … الخ ، لكنهم جيء بهم كتمومة وتميمة في حوولية التوقيع ليكونوا شهودا بل وفاعلين!! . ايضا من القوي الموقعة التي ليس لديها اي قواعد جماهيرية اطلاقا حزب البعث العربي الاشتراك جناح بولاد!! والتجمع المهني المنشق او ما عرف بالتجمع ب ، وحزب المؤتمر الشعبي ايضا ، بينما اصدر جماعة منهم سمت نفسها (اللجنة المفوضة لتنفيذ قرارت مجلس الشوري) بيانا مضاد غسلت يدها تماما من هذه الاتفاق وقالت في ذيل البيان (عليه فإن شورى المؤتمر الشعبي تعلن براءتها من توقيع الاتفاق الاطاري ومن يوقع عليه لا يمثل إلا نفسه. و لن يتعاهد أحد على تنفيذ ما يأملون. فحزبنا مؤصل على الدين فلا فسحة فيه للتفرد بالرأي). نعم عزيزي القاريء ، قد يكون العسكر رضخ اخيرا لتهديد ووعيد المجتمع الدولي ، ونفاد صبر واشنطن والاتحاد الاوروبي من مسرح العبث والكوميدا السوداء في السودان ، واستغلت قوي اعلان الحرية والتغيير عبر ابرز لاعبيها (وزير العدل الاسبق نصرالدين عبدالباريء الامريكي وخالد سلك والتعايشي) استغلوا هؤلاء الجو العام والذخم المضاد للعسكر وجعلهم يوقعون علي هذا الاتفاق الغامض المجهولة ملامحه تماما ، علما ان موضوع اعفاء بعض جنرلات العسكر من اي مساءلة قانونية حيال الشهداء ايضا ما زال ملتبس حيث لم يتم التطرق اليه من قريب او من بعيد من كل من الاطراف الموقعة في اطارهم الاطاريء!!! . (2) السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سوف يتعامل العسكر وقوي اعلان الحرية المركزي ، مع الطرف المغبون المتمثل في جماعة التوافق الوطني (جبريل وميناوي واردول)؟؟ فجماعة التوافق الوطني ضمو لصفوفهم القائد ترك ، لا ندري هل يودون منه ان يغلق ميناء بورت سودان مرة اخري كورقة ضغط مثلا مستقبلا؟؟ . جماعة التوافق الوطني للاسف الشديد ارتكبوا كبوتين قاتلتين، اولاهما انحيازهما المبكر لانقلاب 25 اكتوبر علي العميان كما يقول المثل واصبحوا الحاضنة له ، والان تم بيعهم من قبل العسكر بثمن بخس درارهم معدودات ض، والخطا الثاني قاموا باستعداء فولكر المبعوث الاممي بل والمطالبة برحليه فورا من السودان كما قال د جبريل في مؤتمر صحفي له «مواقف فولكر واضحة ، وهو غير محايد . أقول هذا الكلام بصراحة وأمام الإعلام ، وقد قلت له بصورة مباشرة لا أحد في السودان يرى أنك محايد». وطالب إبراهيم بإلغاء مهمة المبعوث الأممي، قائلاً : «الوسيط غير المحايد لا يصلح أن يكون وسيطاً ، والأصل أن يتم الاستغناء عن الوسيط غير المحايد). الشرق الاوسط. (3) طالان الاتحاد الاوروبي والبعثة الاممية باركت الاتفاق ، مما يعني ان جماعة التوافق الوطني في حال ظلوا اعداء للاتفاق الاطاريء سوف يتم تنصيفهم اميريكيا واوروبيا علي انهم ربما يشكلون خطر علي السلام والانتقال الامن في السودان ، وبالتالي سوف يكونون عرضة لعقوبات دولية، قاسية وربما يتم فتح ملفات حقوق انسان وانتهاكات ارتكبها بعض منسوبيهم في حروب دارفور وتورطهم مع شركة فاغنر الروسية المغضوب عليها من قبل قوانين الاتحاد الاوروبي!! . علي كل حال ننتظر ما ستاتي به مقبل الايام والاشهر القليلة القادمات ، لكن اتوقع ان يزداد الرفض من قبل قوي الثورة من جهة والكيزان والدواعش من جهة اخري ويعني توسع رقعة المواجهات التي سيدفع ثمنها حتما المواطن الذي اعطي ولم يستبقي شيئا.