1- السؤال اعلاه ليس بالغريب ولا هو بالمستهجن المرفوض شكلآ وموضوعآ ، ولا هو من بنات افكاري او اختراعاتي ، وانما هو سؤال قديم طرح بشدة اول مرة في يوم 13/ ابريل عام 2019م – اي بعد يومين من استلام الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان السلطة في ابريل عام 2019م – ، تم بعدها تعيين"حمديتي" برتبة فريق أول من قبل البرهان الذي لم يستشير باقي جنرالات المجلس العسكري الانتقالي ، هذا التعيين اثار بشدة غضب واستياء ملايين المواطنين لانه بكل بساطة شديدة يخالف مبادئ انتفاضة ديسمبر ، ويخالف ايضآ كل القوانين العسكرية المعمول بها في المؤسسة العسكرية بالسودان!! . 2- كل الفئات السودانية في المجتمع استغربت بشدة ان ينال "حميدتي" الجنجويدي المعروف بارتكابه جرائم لاتحصي ولا تعد ترقية استثنائية وكانه قام بعمل بطولي خارق يستحق عليها الترقية!!، هذه الترقية جاءت بشكل استفزازي غير متوقع صدورها من البرهان ضد الانتفاضة التي انهت نظام الرئيس المخلوع واتت به للسلطة. 3- تلفت الناس في كل الجهات بحثآ عن من يدلهم علي سبب هذا التعيين الغريب المريب للجنجويدي "حميدتي" الذي لم يدخل اصلآ الكلية الحربية ، ولا هو ملم بالقوانين واللوائح العسكرية ، ولا تدرج في الرتب العسكرية حتي وصل الي رتبة فريق أول ، بل جاءته الترقية بشكل مبهم وغامض بلا حق يستحقه ليتساوي مع رئيسه البرهان في الرتبة!!، هذه الترقية سببت صدمة شديدة لكل من سمع بها وقتها ، بل حتي الضباط والجنود في المؤسسة العسكرية تفاجئوا بها!! . 4- بعد تعيينه فريق أول ظهرت علي الفور في الساحة السياسية ردود افعال كثيرة صادمة وتساؤلات مازالت تبحث عن اجابات ، هناك من قالوا بتهكم شديد : "ان "حميدتي" اشتري الرتبة بالدولار؟!!"، واخرين اكدوا ان "الرشوة كانت وراء نيله الرتبة العالية !!"، جهة ثالثة استغربت ان تعيين "حميدتي" جاء علي حساب جنرالات اخرين هم اولي بالترقية بحكم انهم اقدم منه في العمل العسكري !!، وتساءلت الجماهير لماذا تجاهل البرهان عن عمد عدم ترقية احد من هؤلاء الضباط في هذه الترقية واختار "حميدتي" بالذات؟!! اذآ حتمآ هناك شيء غامض يحتاج الي فك شفرته !! . 5- مرت ثلاثة اعوام و(8) شهور منذ ان حصل "حميدتي" علي رتبة فريق أول وتعيينه نائب لرئيس المجلس العسكري الانتقالي عام 2019م ، ورغم طول المدة فان الاسئلة مازالت مطروحة بقوة: "حميدتي ده جاب الرتبة دي كيف؟!!". "وكم دفع؟!!، بالدولار ولا بالاسترليني؟!!". "ليه البرهان ما وضح للشعب سبب تعيين "حميدتي" دون الضباط الاخرين؟!!". "ليه البرهان تجاهل ضباط وجنرالات المؤسسة ، ورفض ان يقدم لهم تفسير عن سبب ترقية "حميدتي" وتعيينه الرجل الثاني في السلطة ؟!!". "هل صحيح ما يقال ان مئات من الضباط تم فصلهم من القوات المسلحة بسبب الاحتجاجات علي ترقية وتعيين "حميدتي"!!". 6- لابد ان اشير هنا الي انه بعد دخول الحركات المسلحة الخرطوم بعشرات الالآف من الضباط والجنود بكامل عدتهم وعتادههم بحسب "اتفاقية جوبا "، ظهرت بعدها في الاسواق تجارة "الرتب العسكرية"!!، هي رتب ودبابير صفراء واوسمة ونياشين من كل شكل ونوع ، تباع جهارآ نهارآ علي مرأي من الجميع في سوق ليبيا وزنك الخضار بالخرطوم!!، عن هذا البيع الفريد في نوعه محليآ وعالميآ قال احد المواطنين في سخرية شديدة : (تشتري قفة طماطم يدوك معاها رتبة!!.). 7- اعتقد ان اكبر خطآ جسيم ارتكبه البرهان في حياته وندم عليه فيما بعد ، انه قام عن قصد واصرار علي منح "حميدتي" ترقية عسكرية ، ومنحه ايضآ في نفس اليوم منصب كبير لا يليق به اطلاقآ (نائب رئي المجلس العسكري الانتقالي) ، وسلمه (الجمل بما حمل) كامل السلطات السيادية والعسكرية ، وهي سلطات واسعة بلا حدود لم يصدق "حميدتي" انها آلت له ، فعاث بعدها في فساد سياسي واقتصادي واغتيالات وشراء ذمم دون ان يساله احد حتي اليوم!! . 8- اخيرآ اسال بكل جدية ، هل هناك في السودان وخارجه من يعرف بثقة تامة حقيقة خفايا واسرار ، ان كان الجنرال الفريق أول "حميدتي" الذي يشغل منصب نائب رئيس المجلس السيادة ، ومنصب قائد قوات "الدعم السريع" ويعتبر اغني ملياردير سوداني قد اشتري بالفعل رتبة فريق أول؟!!.. وكم دفع في منصب النائب؟!! . ملحوظة: الجنرالات الكبار والقياديين العسكريين والضباط والجنود اعفيهم من الاجابة علي هذا السؤال حرصآ علي عدم قطع ارزاقهم.