(أ)- جرت العادة عندما تستعصي علي فهم بعض مجريات ما يجري في السودان من امور غامضة واخبار مبهمة، ان استعين بصديق صحفي مخضرم، – وبحسب علاقاته الوطيدة مع كثيرين من أهل السياسة في مجلس السيادة والوزراء في الحكومة الانتقالية ورؤساء الاحزاب- اصبح عنده اطلاع كبير والمام واسع في كثير من القضايا التي تشغل بال السودانيين، لجأت اليه مذهولآ بعد اطلاعي علي خبر خطير نشر في موقع " قناة نيوز" بتاريخ يوم السبت 13/ مارس الجاري، وجاء تحت عنوان: (السودان.. مسلحون يحتلون مواقع مدنية و"يبيعون الرتب")، وسالته عن حقيقة هذا الخبر، وان كان "مفبرك" وملفق صدر من جهة تسعي لاشانة سمعة المؤسسات العسكرية؟!!،.. ام هو خبر صحيح لاغبار عليه؟!! (ب)- ولكي يكون القارئ الكريم علي علم باصل وحقيقة الخبر الذي يشكل العمود الفقري، رأيت ان اعيد نشره تعميمآ للفائدة…ولكن نسبة لطول الخبر اكتفي بنشر الرابط من صحيفة "الراكوبة": السودان.. مسلحون يحتلون مواقع مدنية و"يبيعون الرتب" a href="https://www.alrakoba.net/31539175/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%ad%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%8a/" target="_blank" rel="noopener" data-saferedirecturl="https://www.alrakoba.net/31539175/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%af%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%ad%d9%88%d9%86-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%84%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%8a/ 1- قال الصحفي ردآ علي الاستفسارات التي وجهت له، ان خبر موقع "نيوز سكاي" صدر قبل ساعات قليلة، لذلك يصعب الحكم عليه الان ، ونحن هنا في المؤسسات الصحفية والاعلامية في انتظار تصريح او بيان من الناطق الرسمي للقوات المسلحة، ولا اعتقد ان الجهات الامنية تسكت ولا تعلق عليه منعآ للبلبلة وانطلاق الشائعات. 2- قال الصحفي، بعيدآ عن صحة او كذب هذا الخبر، فان المؤسسات العسكرية منذ زمن الرئيس الراحل/ جعفر النميري وحتي اليوم تعاني من فوضي في ترقيات الضباط، وتخبطات في التعيينات ومنح الأوسمة والأنواط والميداليات والشارات العسكرية، الفوضي في القوات المسلحة بدأت تمامآ بعد فشل انقلاب الرائد/ هاشم العطا في يوليو 1971، عندها بدأ النميري في ترقية الضباط والجنود الذين وقفوا معه عند الشدة ولم يؤيدوا انقلاب هاشم العطا، قام النميري وقتها بترقية مئات الضباط الي رتب اعلي، اغلبهم تخطوا ضباط اخرين كانوا هم احق بالترقية!!، اكبر مهزلة في تاريخ القوات المسلحة عندما اعطي النميري لنفسه حق ان يكون "مشير"!!، وهي رتبة ليست بالامر الساهل ان تمنح لنميري الذي تخرج من الكلية الحربية عام 1952، وتمنح بعد اعوام قليلة من انقلابه علي هذه الرتبة العالية ؟!! 3- قال الصحفي، "جاطت" الامور في زمن النميري لدرجة ان بعض الجنود قفزوا من رتبهم العسكرية المتدنية الي رتب الضباط!!، النميري هو اول من ادخل الضباط الي وزارة الخارجية وعينهم سفراء في الخارج!!، والغريب في الامر، ان النميري رفض ترقية "الضباط الاحرار" الذين شاركوا في انقلاب 25/ مايو 1969، وابقاهم في رتبهم القديمة!! 4- قال الصحفي في كلامه، عندما وقع انقلاب يوم الجمعة 30/ يونيو 1989 بقيادة العميد/ عمر البشير، كانت القوات المسلحة في اسوأ حالاتها بعد الهزائم الكثيرة التي لحقت بها في المعارك مع قوات العقيد/ جون قرنق، ولكن بدل ان يقوم البشير باصلاح الاوضاع فيها، وبذل كل الجهود من اجل ترقية الاداء وبذل الجهود من اجل بناء جيش قوي، راح يطرد احسن الكفاءات العسكرية، وتم طرد وعزل ما يقارب من (50) الف جندي وضابط بجانب عدد كبير من الموظفين في وزارة الدفاع، لم يكتفي البشير بذلك، بل قام بتعيين اسلاميين في القوات المسلحة حلوا في اماكن الضباط المفصولين، هؤلاء الاسلاميين لم يدخلوا الكلية الحربية ولا تخرجوا من اي مؤسسة عسكرية!!، وصلوا في ترقياتهم الي درجة فريق وفريق اول (صلاح قوش، "حميدتي"، عبدالرحيم دقلوا، نافع علي نافع – مثالآ.). 5- سالت صديقي عن حقيقة التعيينات في القوات المسلحة، وهل لها علاقة بالمال؟!! ضحك الصحفي وقال، اذا كنت تقصد تعيينات الفريق أول/ "حميدتي" وشقيقه الفريق /عبدالرحيم دقلو وكيف ان كلاهما قد وصلا الي هذه الرتب االعسكرية العالية ، وان كان المال قد لعب دور كبير في قفز "حميدتي" وشقيقه من مراعي الغنم الي السلطة في لحظة عين؟!! …ف(كل لبيب يفهم)!! 6- ويبقي السؤال مطروح بشدة اما اعضاء مجلس السيادة والحكومة: لو افترضنا جدلآ، ان خبر موقع "سكاي نيوز"، صحيح (100%) ، وان هناك عمليات "بيع رتب" عسكرية تجري علي قدم وساق تحت سمع وبصر المسؤولين الكبار والقادة العسكريين، خصوصآ ان الهادي إدريس/ عضو مجلس السيادة الجديد رئيس الجبهة الثورية ، قد اكد في الخبر اعلاه إن "بعض الحركات المسلحة تعمل على بيع الرتب العسكرية بغية تضخيم عدد قواتها، وبالتالي رفع ثقلها في المشاركة بعمليات الدمج داخل القوات المسلحة"…عندها ما الحل؟!!..وكيف الخروج من ورطة "التعيينات بالبيع؟!!". 7- سؤال وجهته لصديقي الصحفي، ان كان يعرف علي وجه التحديد اسعار "بيع الرتب" العسكرية المطروحة هذه الايام في الاسواق العلنية وليست السرية؟!!…فقال، "هذه بالطبع معاملات تتم بصورة خاصة بين العسكر بعيدآ عن عيون المدنيين، ولا احد يعرف ان كانت عمليات البيع بالعملة المحلية او الصعبة؟!!، ولكن الشيء المتوقع ان كان خبر نيوز سكاي صحيح، ان القوات المسلحة تستقبل في القريب العاجل نحو (700) فريق أول!!، و(1000) فريق!!، و(20- 30) الف جندي!!. 8- اختتم الصحفي كلامه، سبق ان طالبت كل القوي الوطنية بهيكلة المؤسسات العسكرية بصورة تعيد الهيبة والاحترام للجيش، وان يتم ذلك عبر اسس قومية بعيدة عن الانحياز للسياسة، وكانت النتيجة ان القائمين علي امر المؤسسات العسكرية سكتوا عن المطلب الشعبي وتجاهلوا نداء ملايين السودانيين بضرورة هيكلة المؤسسات العسكرية…وكانت النتيجة كما نري الان، فوضي ضرب كل شيء، ووصل الحال الي "بيع الرتب"، وهو شيء لا يوجد في اي مكان اخر في العالم!! 9- لا تستغرب..انت في جمهورية صقر الجديان: "رتب عسكرية رفيعة للبيع"!!، وما هو قادم اسوأ الف مرة!! مرفقات لها علاقة بالمقال: (أ)- سلعة (بيع) الرتب العسكرية .. تكبير (الكوم) ...!! a href="https://www.alrakoba.net/31538611/%D8%B3%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85/" target="_blank" rel="noopener" data-saferedirecturl="https://www.alrakoba.net/31538611/%D8%B3%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%85/ (ب)- *القبض على مجموعات تنشط في بيع رتب رفيعة بأحد الأسواق* https://www.azzapress.com/archives/5393 (ج)- رتب عسكرية للبيع | على مسؤوليتي https://www.youtube.com/watch?v=KDDr0FkpOAs بكري الصائغ [email protected]