بالامس شاهدنا إحدى حلقات مسلسل المشروع الحماري القميئ حيث فكي جبرين بين طلاب الخلاوي ، والغلابة ، الذين تم حشدهم لأجل نصرة الدين ، ايّ والله لنصرة الدين الذي أتى هذه المرة علي ظهر إتفاقية سلام جوبا. فكي جبرين بعد الإجراءات الاخيرة ، والزيادات غير المبررة في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الشعب السوداني ، لقد لخص شكل الدولة السريالية التي لا يحكمها رجال دولة ، إنما هي إقطاعيات تتقاسمها قادة المليشيات ، ولوردات الحرب ، والمرتزقة ، والعملاء. تصدق يا مؤمن انه يضع ميزانية الدولة فكي جبرين ، ويصادق عليها الطاهر حجر ، وحميدتي ، والهادي إدريس ، والنجفة عقار ، وبقية نعاج لجنة المخلوع الامنية.. في هذا الظرف تأجل الدول المحترمة كل الخطط ، والمشاريع ، وتعمل فقط لرفع الضغط عن كاهل المواطن ، بالدعم المباشر ، والرقابة علي الاسواق ، ووضع خطط بشكل علمي حتي يعبر الناس هذه المرحلة. المؤسف فكي جبرين في وادي آخر لطالما لم تأتي به إرادة الشعب ، فهذا الشعب لا يعنيه في شيئ ، بالضرورة اتت به البندقية ، لذلك يبحث عن سبل لتمويل هذه البندقية ، وكيف لا وقد قالها صراحةً : "نحن ما عندنا غير جيب المواطن لتمويل الحركات ، وإتفاق سلام جوبا". هذه واحدة من مآسي الشعب السوداني الذي تتعاقب عليه النُخب في ملهاة عبثية ، حيث هذا الجبرين تقيم اسرته في بريطانيا ، واجزم انها تعتمد علي الدعم الحكومي إن لم يكن بشكل كامل فنصف حياة اسرته تسهر عليها حكومة لم تحشد انصارها كما فعل بالامس في الحصحيصا حيث إختلط الدين المُفترى عليه باشواق العشيرة. بانت ملامح المرحلة الإنتقالية، والتي ستعقبها إنتخابات حيث بدأ الحشد لها بمال الدولة ، وسلطتها ، حيث تهريج الجنجويدي مجرم الحرب قائد مليشيا الجنجويد ، ومشوار فكي جبرين الذي بدأ بذات ملامح اتعس حِقبة عفنة في تاريخ السودان ، عافها الشعب ، فخرج في ديسمبر. نعم المنهج ، والمخطط الذي يتبناه فكي جبرين لا يخلو من اطماع مبررة عنده ، تحدها الاحقاد ، وضغائن المشروع الحماري. نعم يجب ان تتمرد كل الاقاليم علي هذه السلطة اللصوصية ، العشائرية البغيضة ، ووضع حد لهذا العبث. في كل الحالات تعمل هذه السلطة علي تفتيت السودان وبيعه مقابل ثمن للعمالة ، والإرتزاق ، وما المشروع الذي بدأ تنفيذه فكي جبرين في الأقليم الشمالي ببعيد ، وفي خطته الجزيرة التي ظلت عصية علي سلطة الدجل ، والكجور ، وسنار حيث عراقة التاريخ ، وما ادراك ما السلطنة الزرقاء ، وعند إستدعاء التاريخ تتقاصر هامات تجار الدين ، وتتطاول رقابهم حِقداً، وكراهيةً ، وما ادراك ما الشرق. كسرة.. فكي جبرين انت اتت بك إتفاقية سلام جوبا التي في الاصل خاطبت السودان ، وقسمته الي محاور ، ومسارات. فأنت تمثل احد محاور هذه الإتفاقية ، فأهل دارفور من نازحين، و لاجئين لا تزال احوالهم كما هي ، بل زادت سوءً ، ينتظرون ان تبشرهم بالسلام الذي ركبت علي جواده الاعرج ، والذي سينكفئ بك علي وجهه ، وبئس المنقلب. علي فكرة .. الحصحيصا تقع ضمن حدود مسار "المخصي" التور هجم .. مالي لا اراه ، عل المانع خير؟ . كسرة ، ونص.. فكي جبرين .. عندما تأخذك سطوة الغرور ، والكِبرياء ، والعنجهية ، اسأل إخوانك نزلاء كوبر ، علي عثمان ، ثم نافع ليحدثك عن لحس الكوع!!!. كل حركتك ، وسكونك، تفضحه مشاعرك التي لا تخفى علي احد ، حيث الحقد ، ومعاداة الشعب الذي كفر بمشروعكم الحماري ، الحرامي ، وإتفاقكم اللصوصي العار الذي يهدف الي بيع السودان في سوق نخاسة العمالة ، والإرتزاق. كسرة ، وتلاتة ارباع.. نعم النظارة السوداء تليق بالاوهام ، وتغبيش المشهد حيث الخطابات الجوفاء التي لا تسمن ، ولا تغني من جوع. فيمكن عبثاً لهذه العدسات ان تغيّر الصورة امامك لترى طلاب الخلاوي ، البؤساء فلاحين ، وعمال ، وطلاب.. اخيراً.. قوة عين هذا الرجل فاقت كل سدنة النظام البائد ، حيث زاد كل شيئ يلامس حياة المواطن لمئات المرات ، حيث لم يسلم من فجوره المُغادرين، بين هارب من جحيم دولة الجنجويد ، والمليشيات ، وبين باحث عن فرصة علها تغيّر حياته ، وحياة اسرته ، وذلك بفرض رسوم مغادرة في المطارات ، والمعابر ، تزيد عن المائة دولار ، وهذا لا تطبقه دولة علي وجه الارض ، وتفرضه علي المغادرين من مواطنيها إلا في دولة فكي جبرين السريالية ، العبثية.