1- يبدو ان عام 2023م الذي نعيش في ايامه هذا العام ، سنشهد فيه عجائب وغرائب سودانية لم يسبق لها مثيل من قبل ، واحدة من هذه العجائب ما وقع قبل ايام قليلة في شهر فبراير الجاري ، حيث فوجئنا بعد طول غياب بظهور عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن/ شمس الدين الكباشي ، الذي كانت اخباره قد اختفت تمامآ من الصحف والمواقع السودانية الا من خبر صغير جاء في يوم 4/ ديسمبر الماضي وافاد ان الكباشي وصل الى العاصمة المصرية القاهرة بعد اصابته بوعكة صحية وكان قد سافر من قبل عدة مرات للاردن طلبا للاستشفاء اخرها في ديسمبر الماضي 2022م . 2- (أ)- ظهور الكباشي الاخير في فبراير الجاري ، جاء مصحوب بتصريحات نارية مثل التي صرح بها من قبل بعد مجزرة "القيادة العامة" في يونيو 2019م ، وكان وقتها قد ادلي بتصريح خطير عرض المجلس العسكري الانتقالي السابق وقوات "الدعم السريع" الي احراج شديد ما زال يعاني منه حتي اليوم البرهان وجنرالات مجلس السيادة و"حميدتي". (ب)- عودة الي الحدث الذي هز المجلس العسكري الانتقالي: في يوم الخميس 13/ يونيو 2019م اعترف المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق ركن/ شمس الدين كباشي، خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوداني، مساء الخميس، بأن المجلس العسكري الانتقالي هو الذي "أمر بفض الاعتصام في الخرطوم" ، في الثالث من يونيو ، زاعماً حدوث "انحرافات عن الخطة التي وضعتها القيادة العسكرية لفض الاعتصام".- انتهي- (ج)- بعد هذا التصريح الخطيرالذي يعادل في قوته قوة زلزال مدمر صدر من الكباشي وقتها ، صدرت بعدها التوجيهات الصارمة من البرهان بصفته رئيس المجلس العسكري الانتقالي بعدم السماح لاعضاء المجلس العسكري الادلاء باي تصريحات ايآ كان نوعها او مضمونها الا بعد الرجوع اليه شخصيآ (البرهان) ، ومنعهم منعآ باتآ من التحدث او اجراء لقاءات مع الصحفيين والمراسلين الاجانب. (د)- اعتراف المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق ركن/ شمس الدين كباشي ، خلال مؤتمر صحافي بثه التلفزيون السوداني ، مساء الخميس 13/ يونيو 2019م ، يعتبر بكل المقاييس هو اقوي تصريح صدر من مسؤؤل في السلطة منذ 2019م حتي اليوم ، ولا يوجد اي تصريح اخر عسكري او سياسي اقوي من تصريح الكباشي!! . (ه)- حتي وبعد تشكيل مجلس السيادة الاول برئاسة البرهان في يوم الثلاثاء 20/ أغسطس 2019م ، كان الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة هو محمد الفكي سليمان ممثلاً للشق المدني في المجلس الانتقالي ، وبعده جاءت الدكتورة/ سلمى عبد الجبار المبارك، وان غرض البرهان ابعاد الجنراات من التصريحات. (و)- الرئيس البرهان لا يثق في جنرالات المجلس بسبب زلات السنهم التي تكررت كثيرآ خصوصآ من الفريق أول/ "حميدتي" الذي مازال ومنذ عام 2019 يشكل (خميرة عكننة) له ولاعضاء المجلس ، لذلك كان البرهان يتعمد اختيار مستشاريه والناطق الرسمي من الجنرالات الذين لا علاقة لهم بالمجلس .. البرهان تعمد ان يترك الفريق أول/ شمس الدين كباشي والفريق/ ياسر العطا واللواء/ ابراهيم جابر في وظائف بلا مهام!! . 3- جاءت الاخبار في يوم الثلاثاء 7/ فبراير الجاري بالصحف السودانية وافادت ، ان عضو مجلس السيادة الانتقالي ، الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي ، أكد أن الحل الجذري لقضية الأمن بالبلاد ، يتمثل في تكوين جيش واحد ، عبر دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة ، بالطبع كل من سمع بهذا التصريح الذي ادلي به الكباشي لدى مخاطبته ، قيادات الإدارة الأهلية ، بمقر أمانة الحكومة في مدينة كادوقلي ، انه يقصد صراحة بلا لف او دوران تحدي "حميدتي" زميله في مجلس السيادة ، وانه (الكباشي) يعترض بكل قوة وجود قوات "الدعم السريع" ولابد من حلها. 4- بالطبع لا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون الكباشي قد صرح بتصريحه الخاص بتكوين جيش واحد عبر دمج قوات "الدعم السريع" في القوات المسلحة دون ان يستأذن البرهان في الادلاء بهذا التصريح حتي لا يكرر (جلطة) عام 2019م ، استيقظ الكباشي بعد سبات ليعيد تجديد خلافات قديمة هزت المؤسسة العسكرية. 5- (أ)- وما كدنا نلملم انفاسنا من مفاجأة ظهور الكباشي ، حتي فوجئنا ايضآ بعودة عضو مجلس السيادة الانتقالي ، ياسر العطا الذي التقى بأعضاء المبادرة الوطنية لدعم المعلّم ومناقشة قضايا التعليم ، واكد لهم على اهتمامهم بمعالجة قضايا المعلّم والتعليم ، كاشفاً عن الخطوات العملية التي اتخذت لتذليل العقبات والتحديات التي تواجه العملية التعليمية. (ب)- بالطبع هناك جهات رسمية في السلطة رتبت لقاء ياسر بأعضاء المبادرة الوطنية لدعم المعلّم ، لا حبآ في حل مشاكل المعلمين ، ولكن لكي تكون بادرة لتجديد ظهور ياسر بعد طول غياب مثل "رفيق السلاح" الكباشي . (ج)- قال "حميدتي" في تصريح ساخر قصد بها التقليل من تصريحات الكباشي وياسر: (بعد أكثر من 13 شهرا إنهم فشلوا في تشكيل حكومة ، وعاجزين عن توفير المرتبات والموسم الزراعي مهدد بالفشل". لقد فقدنا مصداقيتنا بعد التغيير .. والله أنا في وادي والناس كلها في وادي .. أنا لا بعرف مجلس سيادي ولا بعرف مجلس عسكري ، أنا بعرف التغيير بس ، تغيير السودان ينهض بس).- انتهي – 6- وبعيدآ عن تخبطات المجلس وتناقضات تصريحاتهم ، هناك ايضآ اتهام الحزب الشيوعي السوداني لجنرالات المجلس ، فانه (الحزب) يعتبر تضارب تصريحات قادة المجلس العسكري فيما يخص الاتفاق الإطاري ، هو بمثابة تقسيم أدوار بطريقة مدروسة مستبعداً وجود خلاف حقيقي بينهم مشيراً إلى وجود دول أجنبية تدعم الصراع السياسي بالبلاد . وقال الشيوعي كبلو في تصريح ل"الراكوبة" أن دولة الإمارات تدعم نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو بينما تدعم جمهورية مصر العربية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والدولتين تجدان الدعم الكامل من الولاياتالمتحدةالأمريكية لافتاً إلى أن العسكر غير جاد في تسليم السلطة للمدنيين وإخراج القوات المسلحة من العملية السياسية بشكل نهائي واعتبر ما تقوم به اللجنة الأمنية ، كسب للوقت وومساومة سياسية ، وأضاف أنها تجري اتصالات مع دول الغرب لضمان الدعم المادية. 7- واخيرآ ، بعد كل هذه الاخبار المحبطة في غياب الوعي التعقل وحب الوطن ، انتظروا خلال هذا العام الجاري ، المزيد من غرائب وعجائب التصريحات العسكرية والخطب السياسية ، وظهور جنرالات جدد محسوبين علي التيار الاسلامي في الساحة العسكرية والسياسية ، انتظروا مكائد العسكر ، وتعنتات "حميدتي"، ومناوي وجبريل ، وانفلات امني واسع بسبب وجود جيش البلاد في اجازة مفتوحة ، وحركات مسلحة ستوسع من دائرة بيع وشراء الرتب العسكرية حتي رتبة فريق أول بسبب عدم وجود رقابة حقيقية ، وقلاقل واعتصامات وقطع طرق في بورتسودان وكردفان ، وتواجد تنظيم "فاغنر" في دارفور…. ومظاهرات لا تتوقف في الخرطوم !!… والاهم من كل هذا ، علينا ان ننتظر نتيجة من سيطيح الاخر بالضربة القاضية: الكباشي .. ام "حميدتي"؟!!