لمن لا يعرف الفينيق (العنقاء) .. فهو طائرٌ أسطوري وليس خرافي بزعم أنّ الأسطورة قد تحمل في معانيها الكثير من الآراء والقيم الأخلاقية النّبيلة والمواقف الجمالية ، كأسطورة أسبارتاكوس ، برومثيوس ، سيزيف ، جلجامش … عكس الخرافة التي ترتبط غالباً بالسّحر والدّجل والشّعوذات كالتشاؤم برؤية القط الأسود والغراب وقلب الحذاء والبعاتي …، يقال أن هذا الفينيق يوصف بالعزّة والشّموخ والكبرياء وعودة الحياة بعد الموت ، يقال عنه أيضاً عندما يمرض يذهب بعيداً عن بقية الطيور حتي لا يظهر ضعفه أمامها ، كذلك عند الموت يحترق ويصير رماداً حتي لا يظهر ضعفه أمام الموت ثم يعود إلي الحياة مرة أخرى في ثوب جديد ساخراً ومتحدياً عنفوان الموت .. القصيدة ربما هي إستدعاء ل(مدرسة الغابة والصحراء) … لي قصيدة سابقة في هذا الصدد بعنوان سحنة البنجوس … رسالة إلي ماجوك) نشرت في عدة مواقع قبل ذلك .. جزء منها : دعني أُطارحك الحديث عن الهُوية عن جدلية الألوان وشكل الإنتماء الأرض التي رضعت من النّيلين كانت الأغصان بذرة في الأديم أشتهت كل العناصر أن نكون في رحم هذه الأرض في جوفِ السّكون كنّا ومازلنا كلون فراشة ٍ حملت تضاريس الوطن ……………………………. القصيدة : من شعاع (الشّم) وصادي سوف أحيا من رمادي شامخاً رغم الأعادي جاهر الصوت أُنادي جيت أغني علي بلادي من زمن حلمي ومرادي …………………………… أضربوا الطّبل الهويّة أوقدوا النيران عشيّة رقصوا البنوت هديّة شيلوا من النّيل طميّة بلسم الجُّرح البينزف في فؤادي جيت أغني علي بلادي …………………………… من ترانيم الشّوادي من نغم زنج النّوادي من نمّة العرب البوادي جيت أغني على بلادي من زمن حُلمي ومرادي …………………………….. من أريج طين المَزارع نبضة من قلب المصانع نفحة من عَرق الشّوارع من زمن حلمي ومرادي جيت أغني علي بلادي …………………………… صوت معمّد بالسّلام عصفور بِغرّد في الغمام من غناي تنشَر سحابه تطفي نيران الحرابه علي الشّمال تمتدّ غابه تعانق النّخلة الهشابه يرقص الطّنبور يغني مع الرّبابه جيت أغني علي بلادي من زمن حلمي ومرادي الغِناء روحي وأصداء جروحي الغِناء جلّ صفاتي وحياتي وحياتي أنبعاث من مماتي سأغني لغدٍ ما سوف يأتي ستنبت وردةٌ حمراء يوماً من رفاتي ………………………………. اللوحة المصاحبة : رسم تجريدي للفينيق كما أتصوره فاتحاً منقاره يشدو بالغناء ..