من الإمور المؤسفة والمحزنة حد الإغماء أن ترى وتشاهد هؤلاء الشّباب البواسل الشّجعان من الجنسين وهم في عمر الزّهور يُقتَلون في الشّوارع بأيادي الجّبن والغدر والنّذالة والخيانة فقط لأنهم ينادون ويناضلون من أجل حريتهم الإنسانية بكلِّ سِلميّة . في حين ترى في الجانب الآخر هؤلاء السّفلة المجرمين تجار الحرب والمناصب والمحاصصات وبائعي الضمائر وسارقي الثورة من يدّعون زيفاً بحركات الكفاح المسلح وهم يتبسمون ويتشدقون جهلاً وخِسّة بالنّضال أمام الكمرات وأجهزة الإعلام ، كذلك أن ترى هؤلاء البلهاء المنافقين الكاذبين بلا حياء وأستحياء رغم شيخوخة أعمارهم والتي من المفترض أن تتصف بالعقل وبالصّدق والرّزانة من يسمون أنفسهم بالخبراء (الإصطراطيجين) وهم أبعد مايكونوا من الخبرة والإستراتيجية التي يجاهرون ويتبجحون بها وهم يستمرئون ويضمرون الحقد والكراهية تجاه هؤلاء الشباب البواسل ويعدون ذلك إنتصاراً بل هو بالفعل إنتصاراً لذواتهم المريضة المشبعة بالأزمات النفسية العميقة لأن الحقد والكراهية لا يمكن أن تصدر عن نفسٍ سويّة . هؤلاء (الكَرُو) من حركات الكفاح المسلح والإصطراطيجين هم شبهي بالقط الذي يتغوط في سطح أرضية من البلاط حيث لا يستطيع أن يفهم دفن تغوطه أم لا ، بل من يتغوط في نفس الإناء الذي يأكل منه .. بئس من يفقد عقله وإنسانيته ولا يزال ظنّه في نفسه خيراً ………………………………………………………………………………………………………… أغنية الهويّة ………………………….. قلبي لذكراك صادي في إقترابي وفي بعادي شلت إسمِك لي مبادي جيت أغني علي بلادي ………………………… من ترانيم الشّوادي من نغم زنج النّوادي ونمّة العرب البوادي جيت أغني علي بلادي …………………….….. من غناي تنشر سحابة تطفي نيران الحرابة علي الشّمال تمتدّ غابة تعانق النّخلة الهشابة يرقص الطّنبور يغني مع الرّبابة …………………….…… جيت أغني علي بلادي من زمن حلمي ومرادي دقوا لي طبل الهويّة رقصوا البنوت عشيّة غنوا للسودانويّة شيلوا من النّيل طميّة بلسم الجرح البينزف في فؤادي ……………………..….. جيت أغني علي بلادي صوتي بالحرية ذائع من أريج طين المزارع نبضة من قلب المصانع نفحة من عَرَق الشّوارع صوت معمّد بالسّلام عصفور بغرد في الغمام جيت أغني علي بلادي من زمن حلمي ومرادي . [email protected]