قالت بعثة الأممالمتحدة في السودان "يونيتامس"، إنها تسعى لجعل السودان بلداً خالياً من المتفجرات التي تهدد الأرواح وتحد من حرية الحركة ومن الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة. وأشارت إلى أن المتفجرات تحرم المجتمعات من حقوقها، وتغرس في المقام الأول، الخوف وانعدام الأمن، كما تنشر الرهبة وتسبب التلوث طويل الأمد في تأصيل هذا الإرهاب، وتلحق أكثر الأضرار وأشدها بالفئات المستضعفة من السكان. وأعلنت الأممالمتحدة يوم 4 أبريل يوماً عالمياً للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام في 2005. ومنذ ذلك الحين، يتم الاحتفال بهذا اليوم في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك السودان، بغرض زيادة الوعي حول التهديدات وتأثيرات الألغام الأرضية والمتفجرات الأخرى من مخلفات الحرب، والتماس المساعدة لتنفيذ الأعمال المتعلقة بالألغام. وجرى الاحتفال باليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام لهذا العام تحت شعار وحملة "الأعمال المتعلقة بالألغام لا يمكن أن تنتظر". وسهلت الهيئة الوطنية لمكافحة الألغام وبرنامج مكافحة الألغام داخل بعثة الأممالمتحدة (يونيتامس)، الاحتفال بهذا اليوم الدولي مساء أمس الثلاثاء في الخرطوم، وفي ولايات النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور المتأثرة بالذخائر المتفجرة. وقال رئيس برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام التابع لدائرة الأممالمتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، محمد صديق رشيد، الذي تحدث نيابة عن رئيس البعثة في الاحتفال، إن "هناك حاجة ملحة لتطهير الأراضي السودانية من جميع المخاطر المتفجرة، وإلا فلن يتمكن العديد من المدنيين من العودة إلى ديارهم، ولن يتمكن الرجال والنساء من العمل، ولن يتمكن الأطفال من اللعب". وأشار رشيد إلى أنه حتى الأول من شهر أبريل 2023، سقط 2572 من الرجال والنساء والفتيات والفتيان ضحايا للألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات من مخلفات الحرب في السودان. وتابع: "إن القضاء على هذا التهديد يساهم في تعافي المجتمع وتمكين الأنشطة الأخرى المنقذة للحياة والحفاظ عليها". وخلفت العديد من النزاعات المسلحة التي حدثت في السودان منذ عام 1955، وراءها إرثاً من المخاطر المتفجرة، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر العنقودية والمتفجرات الأخرى من مخلفات الحرب (ERW)، التي تؤثر على المجتمعات المهمشة في المناطق المتضررة من النزاع. وقال رشيد إنه يمكن للأعمال المتعلقة بالألغام أن تخلق فرص عمل وتزود الشباب والشابات بالمهارات فيما تزيل المخاطر المتفجرة لحماية المدنيين، حيث تتيح الإجراءات المتعلقة بالألغام المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والحفاظ على الحياة، كما يمكن أن تكون الإجراءات المتعلقة بالألغام شرطاً أساسياً للتنمية. وشدد على أنه من أجل تحقيق رؤية جعل السودان خالياً من الألغام الأرضية، تحتاج الإجراءات المتعلقة بالألغام إلى أن يستمر الدعم من القيادات الوطنية ودون الوطنية السودانية، والجهات المانحة، ورموز المجتمع والعديد من أصحاب المصلحة الآخرين والمؤسسات. وأشار رشيد ،بصفته ممثلا عن رئيس يونيتامس، إلى فعالية التوعية بالألغام، مؤكداً أن "يونيتامس على استعداد لمواصلة دعم الجهود من أجل سودان خال من المتفجرات". وانخفض عدد المناطق الخطرة من أكثر من 5000 إلى 400 منطقة. وتم تقليل مساحة التلوث المعروفة حتى الآن من 170.9 كيلومتر مربع إلى 33.9 كيلومتر مربع. كما تمت إزالة الملايين من الذخائر المتفجرة، ما أدى إلى تأمين هذه المناطق للعديد من المجتمعات المتضررة. وبحلول أبريل 2027، يجب أن يكون السودان خالياً من الألغام لتحقيق التزامات الامتثال ل "اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد". وقال رئيس برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام إن مساهمة اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد كانت مفيدة في الوصول إلى هذه النقطة. وأشار إلى أن "السودان أظهر إرادة سياسية قوية والتزاماً بجعل البلاد في مأمن من جميع أنواع مخاطر المتفجرات". ويتجلى ذلك في كونه دولة طرفاً في اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وأبدى رشيد أمله في أن يصبح السودان أيضا دولة طرفاً في اتفاقية الذخائر العنقودية (CCM) واتفاقية أسلحة تقليدية معينة (CCW).