يسيئ البرهان – مثل كل الطغاة – تقدير ذكاء الشعب السوداني. أي إنسان متوسط الذكاء يصدق، أن تِرك بمجموعته الصغيرة قادر على إغلاق الميناء او الطريق القومي؟!!. وأي إنسان مهما بلغ به الغباء يصدق ان ناظر الجموعية قادر على فعل اي شئ في عاصمة تلاشت فيها الولاءات القبلية لولا تحريض وتنظيم وتمويل الأجهزة الأمنية للانقلابيين؟!!. والمضحك المبكي ان البرهان لا يعرف ان الخرطوم عاصمة لا تعرف الأسرار!!.. المطلعون يعرفون الشيكات التي يحررها البرهان لتِرك وغيره من العُمد والنظار المرتشين الفاسدين فضلا عن شيكات جماعة الموز على بنك أمدرمان الوطني!!. بل ان بعضا من صور الشيكات تنتظر يوم الحساب!!. وايضا هل من عاقل يصدق ان المعتادين على الانبطاح بلا شهامة من بقايا الفلول يجرأون على عنترياتهم الحالية لولا تنسيقهم مع البرهان؟!!. يعتقد الفلول انهم بالتخويف والإرهاب سيسوقون الشعب مرة أخرى إلى الاستكانة في بيت طاعتهم الكالح. كلما خرج أحدهم يتحدث هدد الشعب بالثبور وعظائم الأمور. ولا أحد يغالط في مقومات الانتصار، هم قوى آفلة أفول طائرة الانتنوف عنوان عصرهم وعهدهم، ومثل كل قوة آفلة فإن جنرالات الفساد والفلول بلا قيم تتعدى مصالحهم الضيقة المتدنية، ومثل هذه القيم لا تقود مطلقا لانتصار. ولهذا قيل في أحسن الحديث ان الله لا يهدي كيد الخائنين. ويا برهان تحسبه لعبا.. حديدك الخردة لا يخيف أحدا، بالتخويف والابتزاز لن تجعلنا نقبل مطلقا سلطتكم سلطة اللصوص المفسدين، وإذ تخطط انت لحافة الهاوية فإن حلفاءك الخونة يخططون للهاوية يرموك انت والبلاد بها.. وإذ تتآمرون انتم في ثقبكم الضيق هناك من ينتظر بل ويدفعكم دفعا للاحتراب كي يحطم كل اجهزتكم. ونحن كنا ولا نزال نرغبها سلما لكم ولنا اذا دفعتم الأثمان اللازمة لكنكم بطمعكم تعشون حتى عن الحقيقة البديهية: الطمع ودر ماجمع... ويحسب حلفاؤك الخونة من مجموعة كوبر حسابات بضيق جدران كوبر، يحسبون الاوضاع أوضاع خدعة 30 يونيو 89، حين استولى ثلاثمائة على السلطة عن طريق الخداع والغفلة، هم واهمون الآن، لم يعد الملعب ذات الملعب القديم، هذه المرة لن يذهب احد إلى كوبر مموها ومؤمنا نفسه. ضيق الجدران الذي تشكون منه ستبكون عليه، واللبيب بالاشارة يفهم!!. وحق للحريصين على حياة ان يفهموا قبل فوات الأوان!!.. ثم يا برهان حتى ولو لم تنجح مجموعة كوبر في تنفيذ خطتها باغتيالك فإن الحرب تجعلك كسمسار بلا طائل او فائدة، مما يعني أنك على ميعاد مع مصير كمصير القذافي. مصير كل من ينتهك العروض مستأسدا بقوة سلاحه على العزل والابرياء!!... كان للبرهان ان يسجل في التاريخ كأعظم قادة القوات المسلحة لو انه اختار طريق الانتقال المدني الديمقراطي، فيوحد البلاد وجيشها، ويؤمن استقرارها واستقلالها وسيادتها وحريتها، ولكنه بسبب لعنة الدم التي تطارده هو وجنرالاته، اختار طريق استمرار اللصوصية، ليذهب في طريق تمزيق البلاد وأجهزتها ونسيجها الاجتماعي، فيسجل كآخر قائد فاشل للقوات المسلحة كقوات متماسكة. إن الله لا يهدي القوم الظالمين.. وليعلم البرهان وغيره من الفلول علم اليقين، أن الشعب السوداني مهما تكن الآلام والتضحيات لن يخضع أبداً للتخويف والإرهاب... وإذا انفجرت الحرب التي تلوحون بها وخسرتم احتياطيكم الاستراتيجي – الدعم السريع – لمجرد مطامعكم السلطوية الضيقة، فستضطرب الأوضاع وتذهل قطاعات مؤقتا، لكن بعدها تنقشع الغشاوات وستأتيكم القوات من كل حدب وصوب، وحينها تتحقق فيكم النذارة بأن يصيح كل حجر في السودان بأن ورائي كوز فتعالوا وخذوه!!..