تكشفت نوايا السيد رئيس مجلس السيادة في إفطار السيد ياسر عبد الرحمن العطا كما لم تتكشف من قبل. حديثه في الجمع بعد الإفطار هو خلاصة كل اللف والدوران والتحاليل والتأمر بأمر الكيزان على الثورة والثوار ومن ثم على السودان… في حديثه نية مبيتة لانتخابات مبكرة .. حتماً يفوز بها الكيزان تزويراً وشراءاً للأصوات. فهم ما زالوا يمسكون بمفاصل الدولة.. خدمة مدنية .. وشرطة وعسكراً .. وقضاءاَ وأمناً .. وهم الأكثر ثراءاً من مالنا الذي اكتنزوه طيلة ثلاثة عقود .. نقداً وأصولا .. ما قاله البرهان هو ما يخطط له الكيزان في غرف مظلمة بقيادة على كرتي .. والكيزان هم سادة الخبث وشيوخ التخطيط الأسود والغدر. والسيد رئيس مجلس السيادة هو ذراعهم الأطول على الساحة بحكم قيادته لعسكر مؤدلجين مسلحين. المتأمل في تصرف البرهان يكتشف أنه دون شك ضد التغيير الذي تمشدق به في حديثه الأخير .. البرهان انقلب على المسار السياسي في 25 أكتوبر .. متعللاً بعدم اتفاق السياسيين وهو يعلم علم اليقين أن كل عرقلة تجد فيها للفلول يدا طولى. البرهان قمع الثوار وقتلهم في باحات قصر الشعب ومن حوله. بينما فتح الباب على مصراعيه لفيئة ضالة شبعوا لحما وموزاً هناك .. وطالبوه بإذاعة "البيان" لكن شباب الثورة أحبطوا مسعاهم حينذاك. البرهان أطلق سراح الفلول .. وأعاد تمكينهم في مؤسسات الدولة وأعاد لهم أموالهم وممتلكاتهم بأمر الكيزان .. البرهان ظل (يتثعلب) .. على "الإطاري" بعد أن وقع عليه!! وما انفك يفتعل الحبائل والحجج في وجه السير قدماً في إنفاذه .. وقد رأى الشعب كله وسمع كيف يبدل البرهان وجهه من موقف لآخر دون أن يندي له جبين. كان آخر "العراقيل" هي الأزمة التي افتعلها بأمر الكيزان بينه وبين نائبه السيد الفريق أول حميدتي. ثم يأتي ويحدثنا (كلنا دايرين التغيير!!) كبرت كلمة تخرج من فيه. أوَ بعد كل محاولاتك تلك .. وعصيك التي ما فتيئت تضعها في عجلة التغيير تحاول إيهامنا وخداعنا ؟؟! البرهان قال في حديثه ما معناه (إما أن تتفقوا يا سياسيين. أو نذهب إلى حكومة تسيير أعمال تفضي الى انتخابات ربما مبكره). إذاً الرجل ملأ شوارع العاصمة المثلثة بأرتال من الجنود والدبابات والمجنزرات ليحرس انقلاباً قد بيت له (بأمر الكيزان) .. وقد أعجبني قول ناشط في تسجيل له ما معناه (المظهر العسكري.. واستعراض العضلات ذلك في الشوارع إنما هو انقلاب مكتوم .. بلا إذاعة بيان ولا اعلان به) .. وقد صدق. البرهان في حديثه وضع شرطاً للجميع أن يتفقوا .. وإلا….. وسوف يفعل بعد إنفضاض الجمع كل ما بوسعه أن لا يتفقوا .. ويبقى الشعب السوداني رهينة لما يأتي بعد "وإلا….". على الشعب السوداني و الثوار الأماجد .. ولجان المقاومة .. والموقعين المخلصين على الإطاري .. والسيد سند الثورة حميدتي أن يعدوا العدة .. ويضعوا أيديهم في أيدي بعض ويتوحدوا فعلياً لهزيمة الكيزان في حال ذهبنا الى انتخابات مبكرة محتملة بحكم تلميح البرهان بها.