* كيف لا ينتفخون وكيف لا يملأون البلد ضجيجاً إذا كان القياديان أوحيا ، ويوحيان ، إليهم أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية- موللي في (Molly Phee)- تبدي اهتمامآ (خاصاً) بهما وتدعم موقفهما في العملية السياسية الجارية ضد موقف البرهان والكيزان وجماعات الموز.. * لستُ أدري ، هل يمارس بعض السياسيين سَّوقَ الجماهير (سُواقة بالخلا) ، عن قصد ، أم أنهم لا يدرون أنهم (سوّاقين خلا) ، فيزخرفون الأحداث السياسية القميئة ، في السودان ، بالبهرجة والأماني الثرة المبنية على أوهام تجذب أتباع يقتاتون الأماني من أفواه القادة فيبتهجون ويصدرون هتافات هستيرية (ما تدِّيك سُكُة) ، كما يحدث الآن .. وحدث كثيراً مثل تنبؤات القادة بالتوقيع على الاتفاق النهائي في أول أبريل، وإلخ.. * فربما قرأ الأتباع خبراً من الأخبار قراءة عابرة ، وأتاهم ، بعد ذلك خبر آخر ، شبيه بالخبر الأول شكلاً ، لكنه مختلف عنه في المضمون.. ولأن هؤلاء الأتباع يتمتعون بذاكرة تمسح أي خبر سابق ، فآن الخبر التالي يعلق بذاكرتهم إلى حين .. * قرأ هؤلاء الأتباع (الما ناقشين أي حاجة) خبر مهاتفة السيدة (مولي في Molly Phee) للبرهان ، ففسروا المهاتفة بأنها تحمل نُذُر الويل والثبور للبرهان إن لم يرضخ للتوقيع المطلوب على الإتفاق النهائي، (غصباً عن عينو!).. * كان حريٌّ بهم أن يقرأوا ، وبهدوء شديد ، منشور إعلام مجلس السيادة ، الصادر في مارس 30, 2023م ، والقائل:- "وأطلع البرهان (مولي في) على سير العملية السياسية والجهود الجارية لتحقيق التوافق بين المكونات السياسية بالبلاد وصولاً لحكومة مدنية تستكمل ما تبقى من الفترة الإنتقالية.".. * ولو كانوا قرأوا ذلك ، وبهدوء شديد ، لاستخلصوا أن السيدة موللي أرادت من البرهان أن يطلعها على ما كان يجري من تطوّرات في العملية السياسية بالضبط .. فأطلعها البرهان على المجريات ، وطمأنها بأنه (شايف شغلو) ، وشغله هذا شغلٌ لا بد من أن يرضيها ويرضي أمريكا.. * مر أسبوع ، ولم يأتِ (شغل) البرهان بنتيجة ، فهاتفت حميدتي وسلك ، لجس النبض، ونلمس جس النبض في ما نُقل من تغريدة حميدتي التي تقول:- " حيث أكدتُ لها ، أن العملية السياسية التي نعكف عليها الآن ، تمثل فرصة نادرة لاستعادة مسار الثورة ، بل هي خطوة ضرورية ، للمضي قدماً ، وصولاً لانتقال ديمقراطي حقيقي". * لم تسأل موللي في (Molly Phee) حميدتي عن "تطوّرات في العملية السياسية".. فاتصالها الهاتفي بحميدتي كان مجرد جس نبض ، كما كان اتصالها الهاتفي بسلك جس نبض ، كذلك ، إذ أن سلك أكد لموللي عن توفر الإرادة للوصول للاتفاق النهائي خلال وقت وجيز. * لم يتحدث حميدتي ولا تحدث سلك عن "سير العملية السياسية والجهود الجارية لتحقيق التوافق بين المكونات السياسية بالبلاد.." ، بمثلما تحدث البرهان ، لأنها لم تطلب ذلك ، فهي تعلم ، سلفاً ، ما يكفي من معلومات عن مجريات الأحداث.. * وقد أعلنت موللي للثلاثة عن دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للعملية السياسية ..و"لا فرق عند الليلِ بين النهرِ والمستنقعِِ"، في هذا الإعلان..!.