(1) منذ ما يقارب العقدين ظللت أطالب وأناشد المؤسسة العسكرية بالتوقف عن المتاجرة بالغلال والخضروات وإدارة الشركات التجارية والإلتزام بالمهام الدستورية ، مع تبني إصلاحات ممنهجة وممرحلة للإرتقاء بالجيش (ابتداء بالتدريب والعقيدة القتالية الي قواعد الإشتباك) والتسليح ، بغية الوصول بقواتنا المسلحة الي جيش الوطني ومحترف يجسد تطلعات كل سوداني وسودانية. كان ذلك مبعثه الخوف من الوصول بالوطن الي ما نحن فيه اليوم (حيث تتحكم مليشيا الدعم السريع على اجزاء واسعة من عاصمة البلاد بل على القصر الرئاسي وبعض أجزاء القيادة العامة للجيش السوداني نفسه ؛ وسط إختفاء مذهل ومريب "لحاملي" الرتب الرفيعة والتي تخرجت من المدرسة الحربية خلال العقود الخمس الماضية. الفوضوية التي صاحبت الإشتباكات بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع خلال الأيام العشر الماضية أظهرت بجلاء عدم جدوى كليتي الحربية والقادة والأركان السودانيتين اللتين كثيرا ما تبجح بهما العسكريون السودانيون أمام مواطنيهم المدنيين العزل. (2) أن أكبر خطأ ارتكبته إدارة الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش الابن عند غزو العراق عام 2003م هو حل الجيش العراقي. تداعيات ذلك القرار الأخرق مازالت ماثلة في العراق والمنطقة. الجيش السوداني الذي سرق أكثر من 55 عاماً من عمر دولتنا الوطنية ؛ من الصعب ان يجد التعاطف من قبل مناصر لدولة الحريات و المدنية. لكن رغم كل الموبقات ؛ لا مناص أمام شعبنا غير الوقوف مع الجيش لتجاوز هذه المرحلة المفصلية من تاريخ امتنا. يمكننا إعادة كل ما افتقدناه أو خسرناه خلال العقود السبع الماضية بالكفاح المدني المتواصل ، إلا وحدة تراب بلادنا ؛ فإن تفككت فلا حياة للجسد من غير روح . وروح بلادنا هي قواتنا المسلحة – هذا رغم كل التحفظات والإحن . (3) من حسن حظ الساسة السودانيين(وخاصة بعض قادة قحت) ان لا جهاز يمكنه قراءة وفاء وإخلاص السياسيين تجاه بلادهم وشعوبهم. ذلك من حسن حظهم وهم يتطلعون لإنتصار أوباش الدعم السريع على الجيش الوطني حتى يتسنى لهم تقاسم كراسي الحكم مع محمد حمدان دقلو. الذي يتعين على هؤلاء الساسة فهمه ان لا وطن من غير الجيش. دون الجيش الذي تركوه لوحده ليقاتل بصغار ضباطه لن يبقى على خارطة هذا الكون رقعة أسمها السودان حتى يتقاسموا الحكم فيها مع قاتل مأجور . (4) في أكتوبر عام 2020م كتب حمد المزروعي ، الصحفي الأماراتي والمقرب من ولي عهد إمارة أبوظبي أنذاك والرئيس الحالي لدولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد ؛ يطالب فيه تعويض يهود خيبر والذين (بحسب زعمه أنهم تعرضوا للظلم بفقدان اعمالهم وممتلكاتهم) متهماً بذلك النبي محمد (ص) بالظلم ، ولا يدري بأن نبي الإسلام كان يتصرف بوحي من عند الرحمن و ليس بإيعاز من قبل الأمريكان كما بعض كيانات براميل النفط العربية . (5) في يوم الأثنين الماضي أتحفنا المستشار السياسي لقائد مليشيا الدعم السريع الأستاذ عزت الماهري بتصريح أقل ما يمكن وصفه بأنه "مخجل" عندما شبه إستماتة صغار ضباط قواتنا المسلحة أمام تقدم مغول هذا العصر (مليشيا الدعم السريع) بالعمليات التي يتعرض لها الشعب الإسرائيلي من قبل المقاومين الفلسطينيين وفي مقدمتهم حركة حماس . واصفاً إياهم بالارهابيين ضد (الشعب الإسرائيلي) !! . لا يدري مستشار المليشيا المأجورة التي تقتات على دماء الابرياء في السودان واليمن وليبيا وافريقيا الوسطى بأن الإسرائيليين أنفسهم لن يقبلوا بتصويرهم على مركب واحد مع قتلة اطفال دارفور واليمن. لا ادري ان كان المستشار الهمام مدرك للخسارة السياسية ومدرك للخسارة السياسية والاخلاقية التي تسبب فيها لقضيته أمام الامتين العربية والاسلامية بجانب الأحرار في العالم. لكن داء الارتزاق مصيبة !! . (6) هي لحظات يمتحن فيها شعبنا في إيمانه وعزته ، حيث الخذلان من قبل المجتمعين الدولي (الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج) والاقليمي (المملكة العربية السعودية ومصر) ، عبث اللصوص الكيزان (الذين صنعوا حميدتي وأشعلوا هذه الفتنة ثم اندثروا) ، إنهزامية كبار قادة القوات المسلحة الذي تواروا عن الإنظار ، خيانة قادة قحت الذين لم يخفوا إعجابهم بما يتعرض له البلاد و العباد ، سلبية قادة حركات الكفاح المسلح والذين تبخروا مع أول رصاصة اطلقتها مليشيا الدعم السريع. لكن حتماً سينتصر شعبنا على الجنجويد – مغول هذا العصر . المجد لقواتنا المسلحة.. الي الامام !! .