من مفارقات الحرب الخاصة التي اندلعت بين "رفقاء السلاح" ودخلت يومها الحادي عشر ، ان السجين احمد هارون الذي تم اعتقاله في أبريل عام 2019م ، نجده اليوم حر طليق في نفس شهر أبريل 2023م بعد قضاء أربعة أعوام بالتمام والكمال في سجن كوبر زنزانة خمسة نجوم!! . الغريب في الامر الي حد الدهشة ، ان بعض المحطات الفضائية العربية قد اهتمت اهتمام كبير بهروب احمد هارون دون الاخرين الهاربين معه مثل علي عثمان محمد طه ، نافع علي نافع ، عوض الجاز ، والفاتح عزالدين!! . والمعروف عن هذه الفضائيات العربية أنها كانت طوال زمن حكم النظام السابق حتي وبعد عام 2019م تهتم بصورة خاصة بث اخبار علي عثمان باعتباره مفكر الانقاذ وراعي "كتائب الظل"!! . كل السجناء السياسيين الذي فروا من سجن كوبر لزموا الصمت بعد نجاح هروبهم ولم يعلقوا بأي حديث وفضلوا الابتعاد "مؤقتا" عن دائرة الضوء والظهور علنا ، الا ان احمد هارون خالفهم في الرأي وصرح علنا في بيان صوتي تحققت "الجزيرة مباشر" منه، إنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين ، وإنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم ، لافتا إلى أنهم مكثوا تحت نيران المعارك جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لمدة 9 أيام. وأضاف هارون ، أنه مستعد هو والمسؤولون السابقون الآخرون للمثول أمام القضاء عندما يضطلع بدوره . وتابع هارون -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور- أن "واجب الوقت الآن هو الحفاظ على كيان الوطن الذي اعتبره مقدَّما على أي مشروع حزبي أو سياسي"، على حد وصفه. ما قاله احمد هارون لم ياتي من فراغ ، فقد كان هدفه من هذا التصريح ، ان يثبت وجوده في الساحة السياسية بعد طول غياب ، وانه لم ينتهي سياسيا ولم يترك السياسة ، وأن السجن لم تغير منه شيء وسيظل هو احمد هارون القديم!!، ولكي يلفت هارون الانظار الي اهمية نفسه وانه مازال قائد شعبي مثلما كان في السابق ، راح يدعو جماهير الشعب السوداني كافة إلى مساندة الجيش وقواته المسلحة ، كما حض منتسبي "الدعم السريع" المنحل على "الانخراط مع إخوتهم في القوات المسلحة". السؤال المطروح بشدة ، بعد خروج أحمد هارون من كوبر التي قضى فيها اربعة أعوام هل سيكون نفس هارون صاحب أشهر مقولة تعبر عن الايدلوجية الارهابية الدموية وتدل عن الحقد الدفين والعنصرية المفرطة الذي قال ذات مرة للضباط والجنود وهم يحثهم علي عدم المعاملة الإنسانية مع الأسرى والجرحى منهم وقال : "دايرين نضيف امسح اكسح ما تجيبو حي اكلو نيئ ما دايرين اعباء ادارية"؟!! . هل ينوي هارون في المستقبل تكوين مليشيا من ابناء الغرب تتبع له شخصيا (علي غرار جيش حميدتي) بهدف الانتقام والثار من الجنرالات الذين انقلبوا على النظام السابق وذلوا كبار القادة السياسيين القدامى ذلة الكلاب وزج بهم في السجون بدون محاكمات؟!! . هل يسعى هارون بما عنده من مال ونفوذ في غرب البلاد الى جمع الحركات المسلحة الموجودة في الخرطوم في مؤسسة عسكرية واحدة (غرباوية!!) لتكون بديلا عن قوات "الدعم السريع" وتفرض نفسها بقوة في الساحة السياسية استعداد للانتخابات القادمة؟!! . في ظل الفوضى التي ضربت كل مربع في البلاد وتزداد كل يوم أكثر سؤء ، فإن كل شيء سلبي ودامي متوقع حدوثه من هارون الذي ما زالت تراوده فكرة انه شخصية سيادية مهمة لابد ان تجد لها فرصة العودة مجددا للظهور واحتلال مكانة مرموقة في الساحة السياسية ، وأن يعامل رسميا بنفس المعاملة التي كان يشغلها في السابق والي شمال كردفان!!… وفي حالة عدم استجابة مطالبه تنفذ عملية "امسح اكسح قشو .. ما تجيبو حي اكلو ني" لكل من يعارضه!! . شريط فيديو له علاقة بالمقال: أحمد هارون (امسح اكسح قشوا ما تجيبوا حي)