لا يشك عاقل مدرك في أن مؤسسة القوات المسلحة السودانية قد تم إختطافها بالكامل لصالح تنظيم الإخوان الماسوني الفاسد. في الثلاثين العضوض البائسة، تم تطهير الجيش من رجال كالأسود الضارية ، وتم تدنيسه بكلاب ضالة من أصحاب الولاء و منسوبي التنظيم، بعضهم حتي دون ولوج الكليات العسكرية . كانت النتيجة كارثية علي قومية القوات المسلحة وعلي عقيدتها حتي رأينا الجيش يقتل الثوار وهم علي أعتاب قيادته العامة !!. إنشغل كبار الضباط من التنظيم الشيطاني البائس بالتجارة والعمارة وأهملوا القيادة والبيادة حتي صار الجيش كرجس من عمل الشيطان. فإجتنبه الشرفاء وعافه الناس. واليوم يقف السودانيون بين شقي الرحي ، جيش مؤدلج يقتلهم ويحاول وأد ثورتهم الباذخة ومصادرة حلمهم في دولة مدنية آمنة ، وبين عصابة من الجنجويد القتلة ورهطهم من عابري الحدود من المتفلتين وسقط المتاع البشري. هؤلاء وأولئك كانو علي قلب رجل واحد تربط بينهم شهوة القتل وتسعدهم رائحة الموت والدم . ورأينا كيف حين إختلفوا، وجعل الله بأسهم بينهم شديد ، ورد خناجرهم إلي صدورهم يقتلون بعضهم بعضآ ، وجعل كيدهم في نحورهم .. فإذا بالأنفس ، أزهقت ، والأرواح روعت ، والأسر شردت ، فالبيوت هدمت ، والبنايات دكت ، والمصانع اغلقت ، والصوامع والمساجد أحرقت ، والمدن أخليت ، والجموع أرهقت وأتعبت. وسط هذا البؤس والإحباط وجد الناس أنفسهم منقسمين بين كاره للأبالسة ويري أن هذا جيشهم ويتمني أن يراه منهزمآ ومدحورآ ، لا حبآ في صعاليق غرب أفريقيا وإنما كراهة في المتأسلمين . وبقية الشعب السوداني يقف علي ، الحياد لا يري فرقآ بين قاتل وقاتل . وتبقت فئة قليلة تري ضرورة إنتصار مؤسسة الجيش وليس قاطنيها ومختطفيها. أقول، إن المؤسسة العسكرية رغم ما أصابها من تدجين وتخريب وتفريغ علي أيدي الأبالسة ، تظل إحدي مؤسسات الدولة السودانية الراسخة ، وإنتصارها يعني القضاء علي أكبر كارثة وصنم صنعته الإنقاذ ورئيسها البائس ، عصابات الدعم السريع سيئة السمعة.. إن الحفاظ علي الهيكل يمكننا من تنظيفه وترميمه متي ما وضعت هذه الحرب العبثية أوزراها . فالأبالسة لا يعجزون الثوار وقد اناخوهم هم وجنجويدهم في ثورة ديسمبر المجيدة ، وإن وعي الشارع المتحفز لقادر علي مسحهم من سطح هذا الوطن الباذخ مرة اخري، وهذه المرة لن تكون كسابقاتها فقد وعي الشارع الدرس وقد دفع الثمن. إن مجرد التفكير بأن قوات الجنجويدي هذا ستهزم الدولة السودانية وتستولي عليها لهو الكابوس المرعب وهو نهاية السودان الذي نعرف .. وإن حديثه عن العودة إلي المسار الديمقراطي ودعمه للتحول المدني ، لا يعدو أن يكون محض هراء لا يستحق حتي تفنيده أو الرد عليه.