كل شئ بان واصبح جليا لا يمكن اخفاءه وتجميله وما صنعه الغوغاء في الخرطوم سيظل وصمة عار تلتصق بالذكريات المريرة التي عاشها الناس في خضم فوضى عارمة وعدوان بغيض وحقد دفين ترجمته الافعال الغير مسؤلة من عمليات نهب وسلب واغتصاب ، لقد عرت المعارك الجنجويد من كل رداءتهم المهترية وبينت زيف شعاراتهم الملعونة واظهرت الصورة الحقيقة التي تغني عن كل وصف. لقد سحقت الافعال كل حديث وفسرت خلق واخلاق العار واثبتت ان الارتزاق مهنة خزى وعار وإن من كان سلوكه النهب والقتل والتنكيل والدمار والحرق لا يمكن ان يؤتمن فالغدر طبع والحقد طبيعة وإن الوحشية متجذرة في اللب الاجوف ، وليس بعد الدم من بواح انتهاك ولا بعد الخيانة من مكر ينكر،لقد عاشت وعايشت الخرطوم أيام عصيبة تجلت فيها كل صنوف الرعب والخوف ومحن كارثية فضاقت رحابات الطرق ودكت سبل الصبر تحت القذف المدوى . لم يعد للجنجويد وحلفاؤهم من سبيل ولا الى درب العمالة من مسلك لقد خسروا كل شئ وماعاد من شئ لهم سوى الهروب أو الموت تحت طاحونة ما اداروه من حرب فالثقة فيهم انعدمت تماما واصحبوا مجرد قطاع طرق تلاحقهم لعنات الناس وتتبعهم بواسل الجيش لسحقهم وانتهت فزاعة دقلوا وامبراطيتهم الى مهالك السوء ومذبلة التاريخ وانهد معبد المال وانفض سامر الحمقى بلا هدى وتلاشى بريق السلطة وانتهت حياة القصور فاصبحوا مطاريد مابين الصحارى أو مختبيين بين دروع البشر فما اقسى المال وعبرة الحال . وخزة من كان يدافع عن الباطل فان الباطل سحق ومن كان بلا هدى وعبرة فالينظر الى أين انتهى مصير الباطل .