*في الوقت الذي يتساءل فيه الشعب السوداني عن الشرطة وغياب دورها في ظل الانفلات الأمني الذي يعم كامل ولاية الخرطوم من نهب وسرقات وتهديد واعتداءات وصلت حد الاغتصاب، في العاصمة الخرطوم وبعض من ولايات دارفور تفاجأت هيئة الدفاع عن المتهمين بأنه تم اعتقال كل من / محمد ادم ارباب (توباك) والسيد/ أحمد الفاتح (الننة) بواسطة قوة من الاحتياطى المركزى من داخل معسكر الايواء بمدرسة الاوائل بمدينة ودمدنى يوم /2023/5/16، واستنكرت الهيئة الطريقة التى تم بها هذا الاعتقال، الذي وصفته بغير المشروع و من غير ذي الصفة. وحملت شرطة الاحتياطى المركزى ومدير مدرسة الاوائل المسؤولية الكاملة عن حياتهم أو أي ضرر محتمل قد يصيبهم، وطالبت بإطلاق سراحهم فورا دون قيد أو شرط. *وحسب ما ورد في بيان هيئة الدفاع عن المتهم محمد آدم أرباب الشهير لتوباك الذي تحصلت (الجريدة) على نسخه منه اوضحت بأن هذا الاعتقال تم بعد اجتماع مدير المدرسة المذكورة مع رئيس اللجنة الأمنية وآخرون حيث تم استدراج موكلنا السيد محمد ادم ارباب (توباك) والسيد أحمد الفاتح (الننة) والسيد احمد البشرى لمناقشة موضوع معسكر الايواء بالمدرسة حيث كانوا متطوعين للعمل الوطني بالمعسكر و الكائن بالمدرسة المذكورة والذى قرر مديرها إغلاقه كمعسكر لايوا اللاجئين، وأثناء الاجتماع حضرت قوة مدججة بالسلاح واعتقلتهم واقتادتهم إلى جهة غير معلومة حيث تعذر العثور عليهم، واضافت : وعليه لا نثق في الجهات التي قامت بالاعتقال حيث أنها غير مخولة و تحت هذه الظروف الخطيرة و الطارئة و حيث لا توجد أدني مصلحة لهذا الاعتقال ،و حيث قامت وزارة الداخلية باخلاء مسؤوليتها عن سلامة المسجونين فلا نجد أي مبرر للاعتقال غير المشروع، و لما كانت البلاد في حالة حرب و collapse of state و تحت هذه الظروف الخطيرة و التي انسحبت فيها وزارة الداخلية و قوات الشرطة من المشهد تماما، وأردفت : فإننا لا نجد مسوغا للاعتقال غير المشروع و المتعمد من جهات ليست ذات اختصاص و بالمخالفة للقانون ، مما يعرض حياتهم للخطر ، سيما وأن مصلحة البلاد تقتضي اعتقال و إيقاف من هم أشد خطرا علي المجتمع و الوطن، أمنه و أمانه و حيث لا يشكل المعتقلين أي تهديد للدولة يستوجب توقيفهم في ظل هكذا ظروف سوي تعريض حياتهم للخطر * على الرغم من أن كل الشعب السوداني يعلم وقبله وزارة الداخلية ومصلحة السجون بأن كافة الثوار المتهمين في مقتل العميد بريمة (توباك ورفاقه) لم يهربوا من السجون،وانهم اضطروا للخروج من السجن كبقية المسجونين، عقب اقتحام سجن الهدى وسجن كوبر، واوضح كل من توباك ومصعب شريف الطريقة التي تم اخرجهم بها من السجن عقب إقتحام قوات الدعم السريع للسجن، حيث أكدوا جاهزيتهم لتسليم أنفسهم للعدالة وقتما طلبت المحكمة ذلك ، و متي ما استقرت الاحوال بالبلاد، وقد ثبت ذلك على فيديوهات تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كما تم عرضها على قناتي العربية والحدث، كما أوضحت الهيئة و بمعية موكلها استعدادها التام بالتسليم و بعد ان تستقر الأوضاع بالدولة و تبدأ المحاكم في مباشرة الدعاوي. حيث ثبت ذلك أيضا عبر فيديوهات متاحة لكل جهات الاختصاص و شاهدها كل الوطن و اثني علي احترام الثوار المتهمين لسيادة حكم القانون و ادراكهم لماهية المحاكمة العادلة، و في ذات الوقت أكدت الهيئة في بيان لها انذاك بأنه تم إخطار المحكمة المختصة و إدارة السجون و السلطات المختصة ، ومكتب حقوق الإنسان بالسودان بذلك، بجانب انها قامت الهيئة بإخطار ضابط المحكمة المختصة التى تنظر البلاغ، وذكرت بأن ضابط المحكمة أفادهم بنقل الأخطار للسيد قاضى المحكمة الموقر وبناءا على طلبهم المتعلق بالضمانة وأفادهم بإمكانية ذلك بعد هدوء الأحوال. * إن تلك الخطوة الاستباقية من قوة الاحتياطي المركزي تعتبر اختطافا وليس اعتقالا لجهة أنها تمت خارج نطاق لجنة أمن الولاية، كما انها تفتح الباب بعدد من التساؤلات، ما علاقة مدير المدرسة البلاغ؟، و هل شرطة الاحتياطي المركزي الجهة المخول لها تنفيذ الاعتقالات ؟ وماهي المصلحة من هذا الاعتقال في هذا الوقت ؟ وهل تريد اخفاء معالم الجريمة لجهة ان اغلب الشكوك تدور حول بعض من أفرادها من خلال جلسات سماع يوميات التحري في المحكمة؟ بجانب هناك اسئلة يجب أن تجاوب عليها إدارة شرطة ولاية الجزيرة هل ستكون مسؤولة عنهم؟ ولأي قسم تم تسليمهم؟ ومن الضابط الذي وقع على استلامهم؟ علما بانها قد اخلت سجن مدني اثناء اندلاع موجة فك المساجين التي راجت اثناء الحرب. *واخيرا *مناشدة للمنظمات الحقوقية المحلية والعالمية يجب التحرك بالسرعة العاجلة تجاه هؤلاء المختطفين من قبل شرطة الاحتياطي المركزي لجهة ان حياتهم معرضة للخطر ومن المحتمل قد يصيبهم ضرر في كل ثانية تمر. *مما يثير العجب أن من يهدد الوطن و سلامته قد غادر حرا طليقا يعيث في الأرض الفساد و لم يحرك أحد ساكنا لاعتقالهم. الجريدة