في منشور قصير نشرته على صفحتي بالفيسبوك معلقا على احتجاج الخارجية الكيزانية… عفوأ.. الخارجية السودانية على استضافة جوبا لمستشار قائد الدعم السريع.. هاجمني اصدقاء كثر داخل المنشور وعبر رسائل خاصة، بعضهم اكتفى بالقول انني لم اكن موفقا في ذلك المنشور واخرون اتهموني بالشامت على السودان في محنته المحزنة، وانا هنا في هذا المقال لا اقصد تفسير ما كتبته سابقا ولا اسعى الي استحداث موقف جديد لي بشأن الحرب حتى يلائم هواة المنتقدين .. موقفي القديم فقط هو الرفض القاطع للحرب مهما كانت أسبابها ودوافعها والمطالبة بايقافها.. ولكن لضعف ذاكرة الكثيرين الذين ينتقدون دون ادنى تحليل لاحداث الماضي القريب.. هنا يلزمني توضيح بعض الحقائق التي اراها ضرورية. اولا: ما كنت لاكتب حرفا في هذا الصراع القائم بين كيزان الجيش السوداني وابنهم الشرعي (الدعم السريع) لولا شتارة الخارجية السودانية التي تعمدت تلويث جنوب السودان وادخاله في ازمة لا تخصه لشيء في نفسها، وهذا مسلك لا يبشر بخير واعتقد انه يستحق الرد من الاخوة الشماليين قبل الجنوبيين لخطورته على البلدين ثانيا: بالفعل المواطن الجنوبي هو المتضرر الثاني من هذه الحرب بعد المواطن السوداني وهذا لاسباب كثيرة منها الاقتصادية والاجتماعية الجغرافية، ولذلك نحن نتابع هذه الاحداث هنا في جوبا بقلق كبير ونأمل ان تتوقف عاجلا تقليلا للخسائر وحقنا للدماء والضرر. ثالثا: هؤلاء الذين يريدوننا ان نقف الي جانب الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع اراهم يتهربون دائما من الاجابة على السؤال البسيط، من صنع الدعم السريع؟ اليس هو الجيش السوداني نفسه؟ وفي الواقع الجيش السوداني هو الصانع الأوحد لجميع المليشيات التاريخية التي اذاقت اهل السودان جميع صنوف العذاب والويل، وارتكبت في حق الابرياء مجازر يندى لها الجبين لعقود من الزمان، من صنع مليشيات قوات دفاع الجنوب؟، من صنع مليشيات الدفاع الشعبي؟ من صنع مليشيا موسى هلال، من سلح مليشيات قبائل عرب البقارة وحرضهم ضد اخوتهم من قبائل دينكا بحر الغزال؟ انه الجيش السوداني يا سادة.. فكيف لانسان عاقل وذو ضمير حي ان يقف الي جانب جيش كهذا؟ رابعا: مليشيا الدعم السريع منذ تكوينها عبارة عن مليشيا مجرمة وارتكبت الفظائع في دارفور وجبال النوبة ومناطق اخرى في السودان ولكنها – والحق يقال – لم تجرم في حق الجنوبيين، ولا يوجد منطق ولا مبرر كي يعاديها الجنوبيين الان، وفي نفس الوقت ليس من مصلحة الجنوبيين الوقوف الي جانب مليشيا بكل هذا التاريخ الاسود من قتل وسفك دماء. خامسا: لماذا يحارب الجيش السوداني قوات الدعم السريع؟.. ببساطه يحاربها نسبة لطموح قائدها " حميدتي" في كرسي السلطة الذي يجلس عليه الجيش، وليس بسبب الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في حق الابرياء، بمعني آخر الجيش متسامح ومتصالح الي ابعد درجة مع كل الجرائم التي حاقت بالشعب السوداني بفعل مليشياته التي يصنعهاوسيظل كذلك طالما هذه الجرائم المرتكبة في حق الابرياء لا تهدد سلطته.. وان حدث ما لم يكن في الحسبان فهو على اتم الاستعداد لصنع مليشيات اخرى كي تحمي كرسيه وكراسي من هم على قيادته ولا يهمه العواقب.. هذا جيش يحتاج الي اصلاح جذري حتى يستقيم عوده، هذا ما نادى به المدنيون فانقلب الجيش عليهم. ألقاكم