« في ظل ِ ظروف معقّدة جداً، أستمرار الحرب هو مجرد فتح ابواب مجهولة في اتساع رقعة الصراع؛ تعدد الجيوش وانهيار الدولة كلياً ينذر بعواقب مآسة في مواجهة الشعب، مر السودان بحربين هما حرب (دارفور والجنوب…) وكانت المصلحة لهما استنزاف الارواح والموارد واضعاف الجيش بتلك الحروب ، الحرب لاتنتهي بمواجهة فقط، ما يخمد الحرب اجتثاث رؤوس الفتنة والوصول الي اتفاق – ينهي وتيرة الحرب _ حرب الجنوب انتهت بأتفاق و حرب دارفور أنتهت بآتفاق….. وحتي الحرب العالمية الثانية انتهت بأتفاق رغم الدمار والخسائر » نسوق انتصارتنا في عداد القتلي بين طرفي الصراع بينما هنالك بنية الدولة الكلية تتهاوي نحو الانهيار، ما تخلّفه ُ الحرب من آثار ، ابشع من انتصار الحرب الظاهرة، قراءة الوضع من ابعاده ِ الجيوسياسية للحرب، يختلف كثيراً ، برود المجتمع الدولي اتجاه الحرب يفسر خفايا وابعاد الحرب نفسها؛ لذلك استمرارية الحرب علي الأرض يبرهن الخلل في مراكز القرار لكلا القوتان، ونرى ذلك في عدم انطياع لكل هُدنة يتم وضعها ارضية لأي عملية اتفاق مسبقة… في الصياغ العلمياتي : تكثيف طلعات الطيران في القذف مناطق متفرقة هو بمثابة تحيد لتحركات قوة الدعم السريع من وضعية الارتكاز الي وضعية الهجوم، ما دار في بدايات الحرب صد قوات الدعم لكثير من التحركات البرية في صالحة والباقير والجبل ……الخ، هذه الحرب في آخذ منوال معقد الحسابات وهذا ما يجعل الخطط العسكرية في حسم الصراع تحتاج زمن مع ازدياد معدل الأستهلال النفسي والعسكري ، بالأضافة لأفرازات علي الشعب بصورة ٍ عامة وعلي الدولة بصورة ٍ خاصة، ونشاهد منظار الدمار للمؤسسات وعلي رأس مؤسسات القوات المسلحة كالقيادة ومراكز الشرطة والسجون والقصر …..الخ، … تمر الايام والحصاد هو مزيد من الدماء لا غير؛ أن أمعنا النظر في ماهية آلة الحرب الأعلامية والتضخيم لها، في فنون العسكرية لا تسمي هذه حرب كاملة الأركان ما يحدث بين دولة ودولة اخري، هذه (حرب شوارع ومدن) نتجت عن ثمار صراع داخلي متمثل في شهوة السلطة وصراع اقليمي متمثل في خلق نواة من هذه الحرب وتوسيع جغرافيتها العسكرية ؛حتّي يتثنّي للمجتمع الدولي التدخل لأستهلاك الموارد واقهار الشعب تحت فظّة الحرب الشاملة…. مع مرور الحسابات اليومية تتوسّع آثار هذه الحرب علي الوضع النفسي بصفة عامة للشعب ، وبصفة ٍ خاصة لكلا الطرفان ؛هذا ما يجعلنا في اطار كافة التطورات لهذه الحرب وبشاعتها نقف علي هزيمة محركها الدموي وتوحيد راية ذلك من آجل السودان الذي انهكته ُ الصراعات العبثية … [email protected]