يكاد يكون "مبارك الفاضل المهدي"، الشخص الوحيد في بلادنا، الذي يتطابق فيه الوصف مع الشتيمة؛ فهو خائن، مخادع، واشي، نمام، فاسد، وضيع، دنيء، ذليل، جبان، وميت ضميرياً وأخلاقياً، ومدبر مكائد وكذاب أشر، له في الكذب تاريخ حافل، لم يسبقه عليه سابق أو يلحقه فيه لاحق! وهو يجمع ما بين لؤم الكلاب وقذارة الظربان. ولمن لا يعرف حيوان الظربان، هو "أبو العفين" في نسخته السودانية"، والمعروف عنه الخسة والغدر والقذارة، ولا يمكن مواجهته دون أن تطأ قاذوراته أو تتلطخ برائحته المنتنة الكريهة. هذا ليس قولي وحدي، فأنا لا أعرفه ولا يعرفني، ولم يسبق أن رأيته في الحقيقة، ولكني أعرفه كجوع بطني، وأعرف خيباته وسرقاته منذ زغب طفولتي السياسية في عهد الديمقراطية الموؤدة. ولكنه كذلك حديث رجال ثقاة، لا يأتيهم الباطل من أمامهم أو من خلفهم، عاشروه وخبروا سوء أعماله وتدني سويته الأخلاقية، ومنهم من هم أهل بيته. وقد وصفه ابن عمه، بانه "لا يزعله زعل ولا يفرحه فرح"، بينما قال عنه الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ فتحي الضو: إنه الخزي والعار يمشيان على قدمين. وهنا أتوقف قليلًا، فلا فتوى بعد مالك. بحاسة شم أُشتهر بها، تفوق حاسة شم الحيوانات المسعورة، غادر "مبارك المهدي" إلى مصر، بعد اندلاع الحرب، التي ساهم في إشعالها، وكان يظنها نزهة سويعات، يتم فيها التهام الدعم السريع ، وقتل "حميدتي" و "عبدالرحيم"، ثم يُرمى له بأعدائه، قادة الحرية والتغيير، في السجن، بمزاعم اشتراكهم في انقلاب قامت به قوات الدعم السريع، كما كانت الخطة الكيزانية الفاشلة، لتخلوا له الساحة بعدها، ويدخل بعد ذلك في تشكيل حكومة الانقلاب، إن لم يتكرموا عليه بمنصب رئيس الوزراء، فلا بأس بوزارة التجارة أو الاستثمار، حتى يواصل ممارسة فساده القديم في بيع الرخص التجارية والاستثناءات الجمركية. ولما خاب مسعاه فر هارباً إلى القاهرة، موطن والدته، والعرق دساس! وهناك اختلق رواياته الفطيرة، عن مطاردته من قبل الدعم السريع، واقتحام بيته وسرقة "20" كيلو ذهب، قالها هكذا دون أن يكترث لسؤال الناس بعد ذلك: عن لماذا يحتفظ شخص مثله بهذا الكم الضخم من الذهب الخام في منزله؟ حتى صاغة الذهب لم يجرأوا بالتفوه بهذه الأكاذيب السطحية، وقد شاهدنا "فيديوهات" لهم، وهم يحملون ذهبهم من محلاتهم تحت حماية قوات الدعم السريع! وكان آخر ما خاض فيه الرجل الكذوب من أقاويل، هو تأكيده – بوثوقية يحسد عليها- وفاة "حميدتي"، قالها هكذا دون أن ترمش عيناه. ولكن ولحظه السيئ، فقد جاءت كذبته هذه قبل يوم واحد من مكالمة هاتفية، أجراها وزير الخارجية السعودي الأمير (فيصل بن فرحان) مع حميدتي، ونُشرت على حساباته الرسمية على "تويتر" و"فيسبوك". ولا يوجد تأكيد على انحطاط وكذب الرجل أكثر من هذا، ولا توجد صدقية أكثر من هذه، تثبت حياة "حميدتي"، بل وعيشه حياة طبيعية، ومباشرته لعمله ومهامه، إلا لو ادعى الرجل الكذوب بأن صوت الوزير السعودي محض ذكاء اصطناعي، وهو ما لا يجرؤ على قوله الرعديدُ الدنيءُ. والقول الفصل ما يشهد به كبيرُ العشيرة، حيث قال أمام الصادقين، الإمام الحقاني، الراحل الصادق المهدي: "مبارك يكره الأكل من الذبيحة ويذهب لأكل الميتة." ولا ريب، إنها صفة الكلاب، تبحث عن أكل الميتة، وهي تنبح في القمر البعيد.