في يوم الثلاثاء 6/ يونيو الجاري ، دخلت المعارك بين القوات المسلحة وتؤامها الدعم السريع يومها ال(52) ومازالت مستمرة تشتد كل ساعة اشد ضراوة وقوة ، والغريب في امر هذه المعارك خلاف علي ما جرت عليه العادة في الحروب، ان القوات المسلحة لا تعلن عن انجازاتها الحربية القديمة منذ بدء المعارك ولا الاخيرة التي وقعت اخيرآ ، وتتكتم عن عمد ذكر تفاصيل سير المعارك واكتفت بعدة بيانات متشابه في المحتوي والمضمون دون ذكر ما يهم المواطن معرفته عن نتائج المعارك ، والشيء الذي يزيد من الحيرة ، ان قوات "الدعم السريع" لم تلجأ لدس المعلومات عن معاركها ونشرت بالتفصيل الكثير عن اغلب العمليات التي جرت منذ لحظة بدء القتال في مطار مروي ، ولم تمنع قوات الدعم المراسلين التابعين للقنوات الفضائية من التقاط الصور والتسجيلات الحية عن الخراب والدمار الذي لحق اماكن كثيرة علي ايديهم او بايدي القوات المسلحة ، بدء من تدمير مطار مروي ، ومطار الخرطوم ، والقصر الجمهوري القديم ، وزارة الداخلية ، ومعمل استاك القومي ، مبنى التلفزيون ، وحريق جامعة الخرطوم ، وبنك السودان المركزي ، وحريق ودمار عشرات البنوك والمحلات التجارية الصغيرة والكبيرة. ما مر يوم منذ بدء المعارك في يوم السبت 15/ ابريل الماضي ، الا وبثت القنوات الفضائية الاجنبية خاصة القنوات العربية (france24 ، الجزيرة، الحدث ، العربية) . عشرات الصور الحية والاخبار المتنوعة عن هذه المعارك من جانب واحد وهو جانب سير معارك قوات "الدعم السريع"، مع القليل من الاخبارعن القوات المسلحة. منذ ان بدأت الحرب الروسية الاوكرانية في يوم الخميس 24/ فبراير 2022م لا تكف الفضائيات العالمية عن بث سير المعارك بالتفاصيل الدقيقة ولم نلمس اي اعتراض من الحكومة الروسية او الاوكرانية على منع المراسلين الحربيين من دخول مناطق القتال والقيام بواجبهم في تصوير الحقائق كما هي بدون اللجوء الي بيانات التضليل واخفاء الحقائق ، وهو امر نفتقده بشدة في معارك السودان من جانب القوات المسلحة التي تمنع المراسلين من تصوير ما يجري علي أرض الواقع!! . لم يعد يخفي علي احد ، ان كل السودانيين يعرفون الكثير عن خفايا واسباب الحرب الروسية الاوكرانية التي دخلت شهرها ال(15) وخمسة عشر يوم ، ويعرفون لماذا بدأت؟!! وما سببها؟!! ولماذا كانت روسيا هي البادئة بالحرب؟!!… ولكن من غرائب حرب البرهان ضد "حميدتي"، ان كلا منهما راح يؤكد ان الطرف الاخر هو من بدأ الحرب!!، راح كل منهما يؤكد في اصرار شديد ، انه تعرض لخيانة من "رفيق السلاح" وغدر به وطعنه في الظهر!!… وحتي اليوم في ظل التعتيم والتضليل وطوال مدة (52) من عمر المعارك ما زلنا نعيش زمن حجب الحقائق ودس المعلومات الهامة عن حرب تفتقر الى ابسط ابجديات الصراحة والوضوح بين الجيش والشعب. لم يعد يخفي علي احد ايضا ، ان قوات "الدعم السريع" ما عاد يهمها بقليل او كثير قيام المراسلين تصوير خراب وتدمير منشأت حكومية اصلا لا علاقة لها بمؤسسات عسكرية ، فعلي سبيل الخراب الأخير الذي طال المتحف القومي وما فيه من تراث تاريخي واثار وتحف نادرة أغضب بشدة الجميع داخل السودان والمنظمات الدولية ومنظمة اليونسكو ، ولكن "الدعم السريع" ارادت اثبات احتلالها للمتحف من خلال هذا التخريب غير مكترثة او عابئة بالاحتجاجات المحلية والدولية!!، نفس الشيء عندما قامت باحتلال معمل استاك القومي وعبثت باهال شديد بمواد كيمائية في غاية الخطورة وعينات من فيروسات داخل انابيب ، وحتي هذه اللحظة لا احد يعرف مصير معمل استاك في ظل كتمان القوات المسلحة ان كانت قد أجلت المحتلين من المعمل!! . قالو في المثل المعروف "الشيء بالشيء يذكر"، وطالما الحديث هنا عن اخفاء الحقائق العسكرية عن المواطنين ، اعود بالذاكرة الي حدث عسكري هام وقع في يوم 5/ يونيو عام 1967م – أي قبل (56) عام ودخلت التاريخ العالمي تحت اسم "حرب 5/ حرب يونيو حزيران 67"، واسم اخر"حرب النكسة"، وهي الحرب التي مرت ذكراها بالامس الاثنين 5/ يونيو الجاري ، حكومة عبدالناصر وقتها لم تخفي حقيقة الهزيمة ، واعترفت للشعب المصري بالتفاصيل الدقيقة ما وقع في هذا اليوم. ليت القوات المسلحة السودانية تقوم هي الأخرى بلا دس او مواربة وتقول الحقائق عن الحرب الحالية ، ولماذا تاخر تحرير البلاد من شر "الدعم السريع"؟!!….. أين اختفى الجيش الذي قوامه (100) ألف جندي؟! .